نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 195
فبينما هي تحت شجرة إذ رأت طائرا يزق [١] فرخا له ، فتحرك نفسها للولد فدعت الله أن يرزقها ولدا فحملت بمريم « فتقبل مني » أي نذري قبول رضى « إنك أنت السميع » لما أقول « العليم » بما أنوي « فلما وضعتها » خجلت واستحيت وقالت منكسة رأسها : « رب إني وضعتها أنثى » وقيل فيه قولان :
أحدهما : أن المراد به الاعتذار من العدول عن النذر لانها أنثى ، والآخر أن المراد تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثى لان سعيها أضعف وعملها أنقص ، [٢] فقدم ذكرها ليصح القصد لها في السؤال بقولها : « وإني أعيذها بك » « والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى » لانها لاتصلح لما يصلح له الذكر ، وإنما كان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الاناث ، لانها لاتصلح لما يصلح الذكر له من التحرير لخدمة بيت المقدس لما يلحقها من الحيض والنفاس والصيانة عن التبرج للناس ، وقال قتادة : لم يكن التحرير إلا في الغلمان فيما جرت به العادة ، وقيل : أرادت أن الذكر أفضل من الانثى على العموم وأصلح للاشياء « وإني سميتها مريم » وهي بلغتهم العابدة والخادمة فيما قيل ، [٣] وروى الثعلبي بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله 9 قال : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية [٤] امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد « وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » خافت عليها ما يغلب على النساء من الآفات فقالت ذلك ، وقيل : إنما استعاذتها من طعنة الشيطان في جنبها التي لها يستهل الصبي صارخا ، فوقاها الله وولدها عيسى 7 منه بحجاب ، وقيل : إنما استعاذت من إغواء الشيطان الرجيم إياها « فتقبلها ربها » مع أنوثتها ورضي بها في النذر التي نذرته [٥] حنة للعبادة في بيت المقدس ، ولم يتقبل قبلها أنثى في ذلك المعنى
[١]زق الطائر فرخه : اطعمه بمنقاره. [٢]في المصدر : وعقلها أنقص. [٣]في المصدر : هنا زيادة وهي : وكانت مريم أفضل النساء في وقتها وأجملهن. [٤]في المصدر : وآسية بنت مزاحم. [٥]في المصدر : في النذر الذي نذرته.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 195