نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 13 صفحه : 115
وأما قصة الجراد والقمل : فإنه تعالى أوحى إلى موسى أن ينطلق إلى ناحية من الارض ويشير بالعصا نحو المشرق واخرى نحو المغرب ، فانبثق الجراد من الافقين جميعا ، فجاء مثل الغمام الاسود ، وذلك في زمان الحصاد ، فملا كل شئ وعم الزرع فأكله وأكل خشب البيوت وأبوابها ، ومسامير الحديد والاقفال والسلاسل ، ونكت موسى الارض بالعصا فامتلات قملا فصار وجه الارض أسود وأحمر حتى ملئت ثيابهم ولحفهم وآنيتهم فتجئ متواصلة وتجئ من رأس الرجل ولحيته ، وتأكل كل شئ ، فلما رأوا الذي نزل من البلاء اجتمعوا إلى فرعون وقالوا : ليس من بلاء إلا ويمكن الصبر عليه إلا الجوع ، فإنه بلاء فاضح لا صبر لاحد عليه ، ما أنت صانع؟ فأرسل فرعون إلى موسى 7 يخبره أنه لم يجتمع له أمره الذي أراد ، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن لا يدع له حجة وأن ينظره ، فأشار بعصاه فانقشع الجراد والقمل من وجه الارض.
وأما الطمس : فإن موسى لما رأى آل فرعون لا يزيدون إلا كفرا دعا موسى عليهم فقال : « ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأموالا في الحيوة الدنيا ربنا اطمس على أموالهم » فطمس الله أموالهم حجارة فلم يبق لهم شيئا مما خلق الله تعالى يملكونه لا حنطة ولا شعيرا ولا ثوبا ولا سلاحا ولا شيئا من الاشياء إلا صار حجارة.
وأما الطاعون : فإنه أوحى الله تعالى إلى موسى 7 أني مرسل على أبكار آل فرعون في هذه الليلة الطاعون ، فلا يبقى بآل فرعون من إنسان ولا دابة إلا قتله ، فبشر موسى قومه بذلك ، فانطلقت العيون إلى فرعون بالخبر ، فلما بلغه الخبر قال لقومه : قولوا لبني إسرائيل إذا أمسيتم فقدموا أبكاركم ، وقدموا أنتم أبكاركم ، واقرنوا كل بكرين في سلسلة ، فإن الموت يطرقهم ليلا ، فإذا وجدهم مختلطين لم يدر بأيهم يبطش ، ففعلوا فلما جهم الليل أرسل الله تعالى الطاعون فلم يبق منهم إنسانا ولا دابة إلا قتله فأصبح أبكار آل فرعون جيفا ، وأبكار بني إسرائيل أحياء سالمين ، فمات منهم ثمانون ألفا سوى الدواب ، وكان لفرعون من أثاث الدنيا وزهرتها وزينتها ومن الحلي والحلل مالا يعلمه إلا الله تعالى. فأوحى الله جلت عظمته إلى موسى 7 أني مورث بني إسرائيل ما في أيدي آل فرعون ، فقل ليستعيروا منهم الحلي والزينة ، فإنهم لا يمتنعون من خوف
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 13 صفحه : 115