responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 11  صفحه : 38

الحمد لله المحتجب بالنور [١] دون خلقه في الافق الطامح ، والعز الشامخ ، والملك الباذخ ، فوق كل شئ علا ، ومن كل شئ دنا ، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى ، وهو يرى وهو بالمنظر الاعلى ، فأحب الاختصاص بالتوحيد إذا احتجب بنوره ، وسما في علوه ، و استتر عن خلقه ، [٢] لتكون له الحجة البالغة ، وانبعث فيهم [٣] النبيين مبشرين و منذرين ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوا ، وعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروا ، ويوحدوه بالالهيه بعد ما أضدوه. [٤]

بيان : المحتجب بالنور أي بكونه نورا ، أي مجردا لا تدركه الحواس والعقول فليس حجابه إلا تقدسه وكماله. والطامح والشامخ : المرتفع. والباذخ : العالي ، والفقرات الثلاث كنايات عن أنه تعالى أرفع من أن يدرك بالحواس والاوهام والعقول.

فوق كل شي علا أي قدرة وشريفا. ومن كل شئ دنا أي لطفا وجودا ورحمة وتربية. فتجلى أي ظهر لخلقه بإظهار جوده وقدرته وعلمه في كل شئ. والمنظر : الموضع المرتفع الذي ينظر إليه ، أي هو بمحل من الرفعة والعلو هو أعلى من أن يدركه أبصار العقول ، فأحب واقتضى حكمته البالغة أن يعرفه خلقه بالتوحيد ويخصوه به ، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بإرسال الرسل لما قد تمهد من كمال علوه ونهاية سموه وانحطاط درجة المكلفين وجهلهم وعجزهم ، فلذا جعل بينه وبين خلقه سفراء يفيض عليهم من جهة كمالهم ، ويفيضوا على الخلق من جهة بشريتهم ومجانستهم لهم. وقد أوردنا تحقيق ذلك على وجه أبسط في الفوائد الطريفة.

٣٦ ـ شى : عن الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : كان ما بين نوح من الاتقياء


[١]شبهه تعالى بالشمس حيث لا يكاد يرى لشدة نوره.
[٢]الحديث في التوحيد هكذا : واستتر عن خلقه ، وبعث اليهم الرسل ليكون له الحجة البالغة على خلقه ، ويكون رسله اليهم شهداء عليهم ، وانبعث فيهم النبيين. وفيه : فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروا ، ويوحدوه بالالهية بعد ما عندوا.
[٣]في نسخة : وابتعث فيهم.
[٤]علل الشرائع : ٥١. وفيه : ويوحدوه بالالهية بعد ما عضدوا. وفى نسخة من الكتاب : بعد ما أضدوا. م
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 11  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست