responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 11  صفحه : 256

بلفظ التثنية لكونهما صنفين ونوعين ، ومرة عبر عنهم بلفظ الجمع وهو قوله : « فتعالى الله عما يشركون. [١]

الوجه الثالث في الجواب : سلمنا أن الضمير في قوله : « جعلا له شركاء فيما آتيهما » عائد إلى آدم وحواء إلا أنه تعالى لما آتاهما ذلك الولد الصالح عزما على أن يجعلاه وقفا على خدمة الله وطاعته وعبوديته على الاطلاق ، ثم بدالهما في ذلك فتارة كانوا ينتفعون به في مصالح الدينا ومنافعها ، وتارة كانوا يأمرونه بخدمة الله وطاعته ، وهذا العمل وإن كان منا قربة وطاعة إلا أن حسنات الابرار سيئات المقربين ، فلهذا قال الله تعالى : « فتعالى الله عما يشركون » والمراد من هذه الآية ما نقل عنه 7 أنه قال حاكيا عن الله سبحانه : « أنا أغنى الا غنياء عن الشرك ، من عمل أشرك فيه غيري تركته وشركته » وعلى هذا التقدير فالاشكال زائل.

الوجه الرابع في التأويل : [٢] أن نقول : سلمنا صحة تلك القصة المذكورة إلا أنا نقول : إنهم سموا بعبد الحارث لاجل أنهم اعتقدوا أنه إنما سلم من الآفة والمرض بسبب دعاء ذلك الشخص المسمى بالحارث ، وقد سمي المنعم عليه عبيدا للمنعم ، يقال في المثل : أنا عبد من تعلمت منه حرفا ، فآدم وحواء سميا ذلك الولد تنبيها على أنه إنما سلم عن الآفات ببركة دعائه ، وهذا لا يقدح في كونه عبدالله من جهة أنه مملوكه ومخلوقه إلا أنا قد ذكرنا أن حسنات الابرار سيئات المقربين ، فلما حصل الاشتراك في لفظ العبد لا جرم صار آدم 7 معاتبا في هذا العمل انتهى. [٣]

وقد ذكر الشيخ الطبرسي ; في تفسيره [٤] والسيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب الغرر والدرر [٥] وكتاب تنزيه الانبياء [٦] وجوها اخر وفيها ذكرناه كفاية.


[١]وهذا التأويل هو الذى تقدم في الخبر الثالث.
[٢]وهو أبعد الوجوه ، فكيف اعتقد آدم ٧ أن ابنه سلم من الافة بدعاء ابليس وهو مطرود عن رحمة الله؟ هذا إن كان المراد بالحارث الشيطان ، وان كان غيره فمن هو؟ وأيضا فكيف لم يدع الله آدم وهو خليفته في الارض ، واستدعى من غيره ذلك حتى ابتلى بعتابه تعالى.
[٣]مفاتيح الغيب ج ٤ : ٣٤١ ـ ٣٤٣.
[٤]ج ٤ ص ٥٠٨ ـ ٥١٠. م
[٥]ص ١٣٧ ـ ١٤٣. م
[٦]ص ١٤ ـ ١٨. م
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 11  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست