نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 102 صفحه : 105
بعلمك ، وجعلتهم
الذرائع إليك ، والوسيلة إلى رضوانك.
فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها ،
وبعضهم حملته في فلكك ونجيته مع من آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته
لنفسك خليلا ، وسألك لسان صدق في الاخرة فأجبته ، وجعلت ذلك عليا ، وبعض
كلمته من شجرة تكليما وجعلت له من أخيه ردءا ووزيرا ، وبعض أولدته من غير
أب ، وآتيته البينات وأيدته بروح القدس ، وكل شرعت له شريعة ، ونهجت له
منهاجا وتخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة
لدينك ، وحجة على عبادك ، ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله
، ولئلا يقول أحد «لولا أرسلت الينا رسولا منذرا ، وأقمت لنا علما هاديا ،
فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى».
إلى أن انتهيت بالامر إلى حبيبك ونجيبك
محمد صلىاللهعليهوآله،
فكان كما انتجبته ، سيد من خلقته ، وصفوة من اصطفيته ، وأفضل من اجتبيته ،
وأكرم من اعتمدته قدمته على أنبيائك ، وبعثته إلى الثقلين من عبادك ،
وأوطأته مشارقك ومغاربك وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه إلى سمآئك ، وأودعته
علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ، ثم نصرته بالرعب ، وحففته بجبرئيل
وميكائيل والمسومين من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ، ولو
كره المشركون وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت
وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ،
ومن دخله كان آمنا ، وقلت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا.
ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله
مودتهم في كتابك ، فقلت : لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وقلت
: ما سألتكم من أجر فهو لكم ، وقلت : ما أسألكم عليه من أجر إلا من شآء أن
يتخذ إلى ربه سبيلا ، فكانوا هم السبيل إليك ، والمسلك إلى رضوانك.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 102 صفحه : 105