responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 185

أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار يقتبس منهما سراج له الضوء ، فالنار ثابتة في أجسامها والضوء ذاهب ، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا ، وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت ، إن الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه.

قال : فأين الروح؟ قال : في بطن الارض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث. قال : فمن صلب أين روحه؟ قال : في كف الملك الذي قبضها حتى يودعها الارض. قال : فأخبرني عن الروح أغير الدم؟ قال : نعم الروح على ماوصفت لك مادته من الدم ، ومن الدم رطوبة الجسم ، وصفاء اللون ، وحسن الصوت ، وكثرة الضحك ، فإذا جمد الدم فارق الروح البدن. قال : فهل يوصف بخفة وثقل ووزن؟ قال : الروح بمنزلة الريح في الزق
[١] إذا نفخت فيه امتلا الزق منها فلايزيد في وزن الزق ولوجها فيه ولا ينقصها خروجها منه ، كذلك الروح ليس لها ثقل ولاوزن.

قال : فأخبرني ماجوهر الريح؟ قال : الريح هواء إذا تحرك سمي ريحا ، فإذاسكن سمي هواء ، وبه قوام الدنيا ،
[٢] ولو كفت الريح ثلاثة أيام لفسدكل شئ على وجه الارض ونتن ، وذلك أن الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شئ و تطيبه ، فهي بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن البدن وتغير ، تبارك الله أحسن الخالقين.

قال : أفيتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال : بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور ، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى فلاحس ولامحسوس ، ثم اعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها ، وذلك أربعمائة سنة تسبت
[٣] فيها الخلق وذلك بين النفختين.

قال : وأنى له بالبعث والبدن قدبلى ، والاعضاء قد تفرقت ، فعضو ببلدة


[١]زق الحداد : كيره وما ينفخ فيه.
[٢]اشارة إلى أن الهواء سبب للحياة الحيوانية والنباتية بمافيه من الا وكسيجين.
[٣]سبت : استراح. سبت الرجل : حار.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 10  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست