responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 2

بروحه ، واختارهم على جميع بريّته ، لهم سمكت المسموكات ، ودحيت المدحوّات ، وبهم رست الراسيات واستقرّ العرش على السماوات ، وبأسرار علمهم أينعت [١] ثمار العرفان في قلوب المؤمنين ، وبأمطار فضلهم جرت أنهار الحكمة في صدور الموقنين ، فصلوات الله عليهم مادامت الصلوات عليهم وسيلةً إلى تحصيل المثوبات ، و الثناء عليهم ذريعة لرفع الدرجات. ولعنة الله على أعدائهم ما كانت دركات الجحيم معدّة لشدائد العقوبات. واللّعن على أعداء الدّين معدودة من أفضل العبادات.

أما بعد : فيقول الفقير إلى رحمة ربّه الغافر ابن المنتقل إلى رياض القدس محمّد تقيّ طيّب الله رمسه محمّد باقر عفى الله عن جرائمهما وحشرهما مع أئمّتهما : [٢] إعلموا يا معاشر الطالبين للحقّ واليقين المتمسّكين بعروة اتّباع أهل بيت سيّد المرسلين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ أنّي كنت في عنفوان شبابي حريصاً على طلب العلوم بأنواعها ، مولعاً باجتناء فنون المعالي من أفنانها [٣] فبفضل الله سبحانه وردت حياضها وأتيت رياضها ، وعثرت على صحاحها ومراضها ، حتّى ملأت كمّي من ألوان ثمارها ، واحتوى جيبي على أصناف خيارها ، وشربت من كلّ منهل [٤] جرعةً روّيّةً وأخذت من كل بيدر حفنةً [٥] مغنيةً ، فنظرت إلى ثمرات تلك العلوم وغاياتها ، وتفكرت في أغراض المحصّلين وما يحثّهم على البلوغ إلى نهاياتها ، وتأمّلت فيما ينفع منها في المعاد ، وتبصرت فيما يوصل منها إلى الرشاد ، فأيقنت بفضله وإلهامه تعالى أن زلال العلم لا ينقع [٦] إلّا إذا أُخذ من عين صافية نبعت عن ينابيع الوحى والالهام ، وأنّ الحكمة لا تنجع [٧] إذا لم تؤخذ من نواميس الدّين ومعاقل الانام.


[١]ينع الثمر : نضج ، وأينع مثله.
[٢]تقدم الكلام في ترجمته وترجمة والده أعلى الله مقامهما في المقدمة الاولى.
[٣]شجرة ذات أفنان : ذات أغصان.
[٤]المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الابل في المراعى.
[٥]البيدر : الموضع الذي يداس فيه الطعام. والحفنة : ملء الكفين من طعام.
[٦]نقع الماء العطش : سكنه.
[٧]نجع الطعام : هنا أكله. وقد نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثر.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست