responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 157

العرض ، والذهاب بالعلم ، وعليك بالاعتصام بربّك : والتوكّل عليه ، وجاهد نفسك لتردّها عن هواها ، فإنه واجب عليك كجهاد عدوّك. قال هشام : فأيّ الاعداء أوجبهم مجاهدةً؟ قال : أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرّهم بك ، وأعظمهم لك عداوةً ، وأخفاهم لك شخصاً مع دنوّه منك ، ومن يحرّض أعدائك عليك ، وهو إبليس [١] الموكّلُ بوسواس القلوب ، فله فلتشدّ عداوتك ، ولا يكوننّ أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ، فإنّه أضعف منك ركناً في قوّته ، وأقلّ منك ضرراً في كثرة شرّه إذا أنت اعتصمت بالله ، ومن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.

بيان : الاختلاس : الاستلاب. وإخلاق الثوب : إبلاؤه. والدنس : الوسخ. والحمل في المواضع على المبالغة. وقوله : ومن يحرّض يحتمل المعجمة والمهملة : الحثّ والترغيب ، كما قال تعالى : وحرّض المؤمنين على القتال [٢]

يا هشام من أكرمه الله بثلاث فقه لطف له : عقل يكفيه مؤونة هواه ، وعلم يكفيه مؤونة جهله ، وغنى يكفيه مخافة الفقر.

يا هشام احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإنّ الناس فيها على أربعة أصناف : رجل مترّد معانق لهواه ، ومتعلم متقرّيء كلّما ازداد علماً ازداد كبراً يستعلن بقراءته وعلمه على من هو دونه ، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته ، يحبُّ أن يعظّم ويوقَّر ، وذو بصيرة عالم عارف بطريق الحقّ يحبُّ القيام به فهو عاجز أو مغلوب ، ولايقدر على القيام بما يعرف فهو محزون مغموم بذلك فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم عقلاً.

بيان : تردّى في البئر أي سقط ، والمتردّي أي الواقع في المهالك الّتي يعسر التخلّص منه. والمتقرّئ : الناسك المتعبّد أو المتفقّه أي متعلّم القراءة. قوله : يستعلن بقراءته كأنّه كان يستعلي ، ويمكن أن يضمّن فيه معناه. والأثل : الأضل. وأوجههم عقلاً : لعلّ المراد أنَّ عقلهم أوجه عند الله من عقول غيرهم ، أو هم أوجه الناس للعقل.


[١]ابلس : قلّ خيره من رحمة الله ، يئس. وإبليس : علم للشيطان فهو إما بمعنى قليل الخير ، أو بمعنى المأيوس من رحمة الله تعالى.
[٢]الانفال : ٦٥
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست