responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 138

اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها [١] ورغب فيما عند ربّه ، وكان اُنسه في الوحشة ، و صاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزّه في غير عشيرة.

بيان : عقل عن الله ، أي حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرائعه ، أو أعطاه الله العقل ، أو علم الامور بعلم ينتهى إلى الله بأن أخذه عن أنبياءه وحججه ، إمّا بلا واسطة ، أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر. وغناه أي مغنيه ، أو كما أنَّ أهل الدنيا غناهم بالمال هو غناه بالله وقربه ومناجاته. والعيلة : الفقر. وفي الكافي : من غير عشيرة. وهي القبيلة والرهط [٢] الأدنون.

يا هشام نصب الخلق لطاعة الله ، ولا نجاة إلّا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلّا من عالم ربّانيّ ، ومعرفة العالم بالعقل.

بيان : في الكافي : نصب الحقّ. ونصب إمّا مصدر ، أو فعل مجهول أي إنّما نصب الله الخلق أو الحقّ والدين ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليطاع في أوامره ونواهيه. والتعلّم بالعقل يعتقد أي يشتدُّ ويستحكم ، أو من الاعتقاد بمعنى التصديق والإذعان. و معرفة العالم وفي الكافي : ومعرفة العلم. أي علم العالم ، وما هنا أظهر ، والغرض أنَّ احتياج العلم إلى العقل من جهتين : لفهم ما يلقيه العالم ، ولمعرفة العالم الّذي ينبغي أخذ العلم عنه.

يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود.

بيان : في الكافي من العالم.

يا هشام إنَّ العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم.


[١]العزلة عن أهل الدنيا والراغبين فيها والمنهمكين في لذاتها ومن يصد المرء عن بلوغ رشده ونهاء سعادته ممدوحة ، وأما العزلة عن أهل الدين وجماعة المسلمين وعمن يحصل بمصاحبته بصيرة في أمر الدين ورغبة فيما عند الله من النعيم ، فمذمومة شرعا وعقلا.

(٢) الرهط بفتح الراء : قوم الرجل وقبيلته. عدد يجمع من الثلاثة إلى العشرة ، وليس فهيم امرأة

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست