responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 104

ذلك فضولاً [١] ، فعلى قياس ما قالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبيّ 9 الّذي انشعبت منه أنوار الأئمّة : واستنطاقه على الحقيقة أو بجعله محلّاً للمعارف الغير المتناهية ، والمراد بالأمر بالاقبال ترقيّه على مراتب الكمال ، وجذبه إلى أعلى مقام القرب والوصال ، وبإدباره إمّا إنزاله إلى البدن ، أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال فإنّه يلزمه التنزّل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق ، ويؤمى إليه قوله تعالى قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً [٢] وقد بسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة. ويحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلى الخلق ، وبالإدبار الرجوع إلى عالم القدس بعد إتمام التبليغ ، ويؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار على الاقبال. وعلى التقادير فالمراد بقوله تعالى : ولا اُكمّلك ، يمكن أن يكون المراد ولا اُكمّل محبّتك والارتباط بك ، وكونك واسطةً بينه وبيني إلّا فيمن اُحبّه ، أو يكون الخطاب مع روحهم و نورهم : والمراد بالاكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذا النور بعد تشعّبه بأيّ بدن تعلق وكمل فيه يكون ذلك الشخص أحبّ الخلق إلى الله تعالى وقوله : إيّاك


[١]بل لانهم تحققوا أوّلا أن الظواهر الدينية تتوقف في حجيتها على البرهان الّذي يقيمه العقل ، والعقل في ركونه واطمينانه إلى المقدمات البرهانية لا يفرق بين مقدمة ومقدمة ، فإذا قام برهان على شيء اضطر العقل إلى قبوله ، وثانيا أن الظواهر الدينية متوقفة على ظهور اللفظ ، وهو دليل ظنّيّ ، والظنّ لا يقاوم العلم الحاصل بالبرهان لو قام على شيء. وأمّا الاخذ بالبراهين في أصول الدين ثم عزل العقل في ما ورد فيه آحاد الأخبار من المعارف العقلية فليس إلّا من قبيل إبطال المقدمة بالنتيجة الّتي تستنتج منها ، وهو صريح التناقض ـ والله الهادي ـ فإن هذه الظواهر الدينية لو أبطلت حكم العقل لابطلت أوّلا حكم نفسها المستند في حجيته إلى حكم العقل.

وطريق الاحتياط الديني لمن لم يتثبت في الابحاث العميقة العقلية أن يتعلق بظاهر الكتاب وظواهر الأخبار المستفيضة ويرجع علم حقائقها إلى الله عز اسمه ، ويجتنب الورود في الابحاث العميقة العقلية إثباتا ونفيا اما إثباتا فلكونه مظنة الضلال ، وفيه تعرض للهلاك الدائم ، وأما نفيا فلما فيه من وبال القول بغير علم والانتصار المدين بما لا يرضى به الله سبحانه ، والابتلاء بالمناقضة في النظر. واعتبر في ذلك بما ابتلي به المؤلف ; فإنه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ والمعاد بشيء إلّا ابتلي بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده ، وأول ذلك ما في هذه المسألة فإنه طعن فيها على الحكماء في قولهم بالمجردات ثم أثبت جميع خواص التجرد على أنوار النبي والائمة : ، ولم يتنبه أنّه لو استحال وجود موجود مجرد غير الله سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه ، وتسمية ما يسمونه عقلا بالنور والطينة ونحوهما. ط
[٢]الطلاق : ١١.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست