نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 0 صفحه : 163
الشيخ المفيد، و قدم حلب سنة 390، فأقرأ في
جامعها، ثمّ توجّه إلى طرابلس، فأقام عند رئيسها أبي طالب محمّد بن أحمد، و أقرأ
أولاده و صنّف الشامل في الفقه أربع مجلّدات، و كان موجودا سنة 420[1].
* (مآثره و زعامته)*
جمعت لسيّدنا الشريف الفضائل الكثيرة، و اكتنفته
المزايا الفاضلة، و رزقه اللّه خير الدنيا و الآخرة كانت له الزعامة المطلقة و
الرئاسة الدينيّة و الدنيويّة، تولّى نقابة الشرفاء شرقا و غربا، و إمارة الحاجّ،
و النظر في المظالم، و قضاء القضاة ثلاثين سنة، و كانت له الدراسة في علوم مختلفة،
يحضر مجلس تدريسه أمّة كبيرة من مشايخ الحديث، و فطاحل علم الكلام و الفقه و الأدب
و غيرها فتخرّج من مدرسته أساتذة في فنون مختلفة، و جهابذة في علوم كثيرة، و كان
يجري على تلامذته رزقا، فكان للشيخ أبي جعفر الطوسيّ كلّ شهر اثنى عشر دينارا، و
للقاضي ابن البرّاج كلّ شهر ثمانية دنانير، و أصاب الناس في بعض السنين قحط شديد
فاحتال رجل يهوديّ على تحصيل قوت يحفظ نفسه فحضر يوما مجلس المرتضى فاستأذنه أن
يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فأذن له و أمر له بجائزة تجري عليه كلّ يوم فقرأ
عليه برهة، ثمّ أسلم على يده، و كان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء.
و كانت له ثروة عظيمة، و مكنة قويّة، خلّف من
الأموال و الأملاك ما يتجاوز عن الوصف، حتّى قيل: كانت له قرى كثيرة يبلغ عددها
ثمانين قرية، كانت واقعة بين بغداد و كربلا، معمورة في الغاية، يدخل عليه منها كلّ
سنة أربعة و عشرون ألف دينار[2].
واطأ الخليفة أن يأخذ من الشيعة مائة ألف دينار
ليجعل مذهبهم في عداد المذاهب الأربعة و ترتفع التقيّة و المؤاخذة على الانتساب
إليهم فقبل الخليفة فبذل لذلك من عين ماله ثمانين ألفا و طلب من الشيعة بقيّة
المال فلم يفوا به. و حكي عن تاريخ إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى في حوادث سنة
389: أنّ الشريف و أخاه الرضيّ حجّا في تلك السنة