[1]« أنت لهما» أي المقدر لهما، تختار لكل منهما
ما يصلحها و لا اشفع لأحدهما لانك اعلم بصلاحهما او لا ارجح احدهما على الآخر. و
قوله:« و كذلك نحن» أي ليس لكم ان تحاكموا بيننا لان الخصمين كلاهما من أولاد
الرسول و يلزمكما احترامهما لذلك.( آت)
[3] كذا. و لعلّ هذا إشارة الى ما رواه الشيخ
المفيد( ره) في ارشاده بإسناده عن ابن عبّاس قال: لما خرج النبيّ صلّى اللّه عليه
و آله الى بنى المصطلق جنّب عن الطريق فأدركه الليل و نزل بقرب واد وعر فلما كان
في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره ان طائفة من كفّار الجن قد استبطنوا الوادى
يريدون كيده عليه السلام و ايقاع الشر باصحابه عند سلوكهم إيّاه فدعا أمير
المؤمنين عليه السلام فقال له: اذهب الى هذا الوادى فسيعرض لك من اعداء اللّه الجن
من يريدك فادفعه بالقوة التي اعطاك اللّه عزّ و جلّ اياها و تحصن منهم باسماء
اللّه عزّ و جلّ التي خصك بها و بعلمها و انفذ معه مائة رجل من اخلاط الناس و قال
لهم: كونوا معه و امتثلوا امره، فتوجه أمير المؤمنين عليه السلام الى الوادى فلما
قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوا أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتّى
يؤذن لهم، ثمّ تقدم فوقف على شفير الوادى و تعوذ باللّه من اعدائه و سمى اللّه عزّ
اسمه و اومأ الى القوم الذين اتبعوه ان يقربوا منه و كان بينه و بينهم فرجة
مسافتها غلوة ثمّ رام الهبوط الى الوادى فاعترضت ريح عاصف كاد ان تقع القوم على
وجوههم( بقية الحاشية في صفحة الآتية)« بقية الحاشية من الصفحة الماضية»
لشدتها و لم تثبت اقدامهم على
الأرض من هول الخصم و من هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين عليه السلام انا عليّ
بن أبي طالب بن عبد المطلب وصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ابن عمه،
اثبتوا ان شئتم فظهر للقوم اشخاص على صور الزط يخيل في ايديهم شعل النيران قد
اطمأنوا و اطافوا بجنبات الوادى فتوغل أمير المؤمنين عليه السلام بطن الوادى و هو
يتلوا القرآن و يومى بسيفه يمينا و شمالا فما لبثت الاشخاص حتّى صارت كالدخان
الأسود و كبر أمير المؤمنين عليه السلام ثمّ سعد من حيث هبط فقام مع القوم الذين
اتبعوه حتّى اسفر الموضع عما اعتراه فقال له أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله: ما لقيت يا ابا الحسن فلقد كدنا ان نهلك خوفا و اشفقنا عليك أكثر ممّا لحقنا؟
فقال عليه السلام لهم: انه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم باسماء اللّه تعالى
فتضاءلوا و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادى غير خائف منهم و لو بقوا على
هيئاتهم لاتيت على آخرهم و قد كفى اللّه كيدهم و كفى المسلمين شرهم و ستسبقنى
بقيتهم الى رسول صلّى اللّه عليه و آله يؤمنون به و انصرف أمير المؤمنين عليه
السلام بمن معه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و اخبره الخبر فسرى عنه و
دعا له بخير و قال له: قد سبقك يا على الى من اخافه اللّه بك فأسلم و قبلت إسلامه،
ثمّ ارتحل بجماعة المسلمين حتّى قطعوا الوادى آمنين غير خائفين و هذا الحديث قد روته
العامّة كما روته الخاصّة و لم يتناكروا شيئا. انتهى( آت)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 85