[3] الأنبياء: 12. أى فلما أدركوا شدة عذابنا
ادراك المشاهد المحسوس إذا هم منها يركضون أى يهربون مسرعين، راكضين دوابهم و
مشبهين بهم من فرط إسراعهم.« لا تَرْكُضُوا» على ارادة القول أي قيل لهم
استهزاء: لا تركضوا إمّا بلسان الحال أو المقال و القائل ملك أو من مضى من
المؤمنين،« وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ من التنعم و التلذذ أو
الاتراف إبطار النعمة،« وَ مَساكِنِكُمْ» التي كانت لكم.«
لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ» غدا عن أعمالكم أو تعذبون فان السؤال من مقدمات
العذاب او تقصدون للسؤال و التشاور في المهام و النوازل« قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا
كُنَّا ظالِمِينَ» لما رأوا العذاب او تقصدون للسؤال و التشاور في
المهام و النوازل« قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ» لما
رأوا العذاب و لم يروا وجه النجاة فلذلك لم ينفعهم« فَما زالَتْ تِلْكَ
دَعْواهُمْ» فما زالوا يرددون ذلك و إنّما سماه دعوى لان المولول كانه يدعو
الويل و يقول: يا ويل تعال فهذا أوانك. و كل من« تلك» و« دعواهم» يحتمل الاسمية و
الخبرية« حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً» مثل الحصيد و هو النبت
المحصود و لذلك لم يجمع.« خامدين» ميتين من خمدت النار و هو مع« حصيدا» بمنزلة
المفعول الثاني كقولك:
جعلته حلوا حامضا إذ المعنى
جعلناهم جامعين لمماثلة الحصد و الخمود أو صفة له أو حال من ضميره( آت عن
البيضاوى).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 51