______________________________
«بقية
الحاشية من الصفحة الماضية»
أى اسلاما و اخلاصا أو
رغبة في الايمان و صحة نية؛ «يؤتكم خيرا» أي يعطكم خيرا «مما أخذ منكم» من الفداء
أما في الدنيا و الآخرة و إمّا في الآخرة؛ «وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ
اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» روى عن العباس ابن عبد المطلب إنّه قال: نزلت
هذه الآية فيّ و في أصحابى كان معى عشرون أوقية ذهبا فأخذت منى فأعطانى اللّه
مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب بمال كثير و أدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان
العشرين أوقية و أعطانى زمزم و ما أحبّ أن لي بها جميع أموال أهل مكّة و أنا انتظر
المغفرة من ربى، قال قتادة: ذكر لنا أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لما قدم عليه
مال البحرين ثمانون ألفا و قد توضأ لصلاة الظهر فما صلى يومئذ حتّى فرقه و أمر
العباس أن يأخذ منه يحثى فأخذ فكان العباس يقول: هذا خير ممّا أخذ منى و أرجو
المغفرة. انتهى.
و أبو البحترى هو
العاص بن هشام بن الحارث بن أسد و لم يقبل أمان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ذلك
اليوم و قتل فالضمير في قوله (ع): «اسروا» راجع الى بنى هاشم و أبو البخترى معطوف
على أحد لانه لم يكن من بنى هاشم و قد كان نهى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن
قتله أيضا قال: ابن أبي الحديد قال: الواقدى نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
عن قتل أبى البخترى و كان قد لبس السلاح بمكّة يوما قبل الهجرة في بعض ما كان ينال
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من الاذى و قال: لا يعرض اليوم أحد لمحمّد بأذى إلّا
وضعت فيه السلاح فشكر ذلك له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قال أبو داود
المازنى: فلحقته يوم بدر فقلت له: إن رسول اللّه نهى عن قتلك أن اعطيت بيدك قال: و
ما تريد إلى أن كان قد نهى عن قتلى فقد كنت أبليته ذلك فاما أن اعطى بيدى فو اللات
و العزى لقد علمت نسوة بمكّة أنى لا أعطى بيدى و قد عرفت أنك لا تدعنى فافعل الذي
تريد فرماه أبو داود بسهم و قال: اللّهمّ سهمك و أبو البخترى عبدك فضعه في مقتله و
أبو البخترى دارع ففتق السهم الدرع فقتله قال الواقدى: و يقال أن المجذر بن زياد
قتل أبا البخترى و لا يعرفه فقال المجذر في ذلك شعرا عرف منه انه قاتله.
و في رواية محمّد بن
إسحاق أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نهى يوم بدر عن قتل أبى البخترى و اسمه
الوليد بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى لانه كان أكف الناس عن رسول اللّه
بمكّة كان لا يؤديه و لا يبلغه عنى شيء يكرهه و كان فيمن قام في نقض الصحيفة التي
كتبتها قريش عليّ بن هاشم فلقيه المجذر بن زياد البلوى حليف الأنصار فقال له: إن
رسول اللّه نهانا عن قتلك و مع أبى البخترى زميل له خرج معه من مكّة يقال له:
جنادة بن مليحة فقال أبو البخترى: و زميلى قال المجذر:
و اللّه ما نحن بتاركى
زميلك ما نهانا رسول اللّه إلّا عنك وحدك قال: إذا و اللّه لأموتن أنا و هو جميعا
لا تتحدث عنى نساء أهل مكّة إنّي تركت زميلى حرصا على الحياة فنازله المجذر و
ارتجز أبو البخترى فقال:
لن يسلم ابن حرة زميله
حتى يموت او يرى سبيله
ثمّ اقتتلا فقتله
المجذر و جاء إلى رسول اللّه فأخبره و قال: و الذي بعثك بالحق لقد جهدت أن يستأسر
فآتيك به فأبى إلّا القتال فقاتلته فقتلته ثمّ قال: قال: محمّد بن إسحاق: و قد كان
رسول اللّه في أول الواقعة نهى أن يقتل أحد من بنى هاشم و روى بإسناده عن ابن
عبّاس أنّه قال: قال النبيّ لاصحابه: إنى قد عرفت أن رجالا من بنى هاشم و غيرهم قد
أخرجوا كرها لا حاجة لنا بقتلهم فمن لقى منكم أحدا من بنى هاشم فلا يقتله و من لقى
أبا البخترى فلا يقتله و من لقى العباس بن عبد المطلب عم رسول اللّه فلا يقتله
فانه انما اخرج مستكرها. (آت)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 203