______________________________
«بقية
الحاشية من الصفحة الماضية»
و أرى هذا القول أولى
لما فيه من التوفيق بين الأحاديث و الأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على
وجه لا يناقض أصول التوحيد.
و قوله: «و لا طيرة»
هذا أيضا مثل السابق و المراد أنّه لا يجوز التطيّر و التشؤم بالامور أو لا تأثير
للطيرة على الاستقلال بل مع قوة النفس و عدم التأثر بها و التوكل على اللّه تعالى
ترتفع تأثيرها و يؤيده ما ورد في بعض الأخبار من الدلالة على تأثيرها في الجملة و
ما ورد في بعض الأدعية من الاستعاذة منها، قال الجزريّ: فيه لا عدوى و لا طيرة.
الطيرة بكسر الطاء و فتح الياء و قد يسكن هى التشؤم بالشيء و هو مصدر تطيّر يقال:
التطير بالسوانح و البوارح من الطير و الظباء و غيرهما و كان ذلك يصدهم عن مقاصدهم
فنفاه الشرع و أبطله و نهى عنه و أخبر أنّه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر.
قوله: «و لا هامة» قال
الجزريّ: فيه لا عدوى و لا هامة. الهامة: الرأس و اسم طائر و هو المراد في الحديث
و ذلك أنهم كانوا يتشأمون بها و هي من طير الليل و قيل: هى البومة و قيل: كانت العرب
نزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثاره تصير هامة فتقول: أسفونى أسفونى فإذا أدرك
بثاره طارت و قيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت- و قيل: روحه- تصير هامة فتطير و
يسمونه الصدى فنفاه الإسلام و نهاهم عنه و ذكره الهروى في الهاء و الواو و ذكره
الجوهريّ في الهاء و الياء.
قوله صلّى اللّه عليه
و آله: «و لا صفر» قال الجزريّ: فيه لا عدوى و لا هامة و لا صفر. كانت العرب تزعم
أن في البطن حية يقال لها: الصفر تصيب الإنسان إذا جاع و تؤذيه و أنّها تعدى فأبطل
الإسلام ذلك. و قيل: اراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية و هو تأخير
المحرم الى صفر و يجعلون صفر هو الشهر الحرام فأبطله. انتهى. و قيل: هو الشهر
المعروف زعموا أنّه يكثر فيه الدواهى و الفتن فنفاه الشارع و يحتمل أن يكون المراد
هنا النهى عن الصفير بقرينة انه عليه السلام لم يذكر الجواب عنه و هو بعيد و
الظاهر أن الراوي ترك جواب الصفير و يظهر من بعض الأخبار كراهته.
قوله: «و لا رضاع بعد
فصال» أي لا حكم للرضاع بعد الزمان الذي يجب فيه قطع اللبن عن الولد اي بعد
الحولين فلا ينشر الحرمة.
قوله: «و لا تعرب بعد
هجرة» أي لا يجوز اللحوق بالاعراب و ترك الهجرة بعدها و عد في كثير من الاخبار من
الكبائر.
«بقية الحاشية في
الصفحة الآتية»
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 197