[3] أي الروح المخلوقة في الزمان المتقادم قبل خلق
جسده و كثيرا ما يطلق القديم على هذا المعنى في اللغة و العرف كما لا يخفى على من
تتبع كتب اللغة و موارد الاستعمالات، و المراد بها النفس النباتية أو الحيوانية أو
الانسانية. و قيل: عطف البقاء على الحياة دالة على أن النفس الحيوانية باقية في
تلك النشأة و أنّها مجردة عن المادة و أن النفس النباتية بمجردها لا تبقى.( آت)
[5] قرع اللوح جبهة أمه كأنّه كناية عن ظهور أحوال
أمه و صفاتها و أخلاقها من ناصيتها و صورتها التي خلقت عليها، كأنها جميعا مكتوبة
عليها و انما تستنبط الأحوال التي ينبغي أن يكون الولد عليها من ناصية أمه و يكتب
ذلك على وفق ما ثمة للمناسبة التي تكون بينه و بينها و ذلك لان جوهر الروح انما يفيض
على البدن بحسب استعداده و قبوله إيّاه و استعداد البدن تابع لاحوال نفسى الابوين
و صفاتهما و أخلاقهما، و لا سيما الام المربية له على وفق ما جاء به من ظهر أبيه
فناصيتها حينئذ مشتملة على أحواله الابوية و الامية أعنى ما يناسبهما جميعا بحسب
مقتضى ذاته و جعل الكتاب المختوم بين عينيه كناية عن ظهور صفاته و أخلاقه من
ناصيته و صورته التي خلق عليها و انه عالم بها وقتئذ بعلم بارئها بها لفنائه بعد و
فناء صفاته في ربّه لعدم دخوله بعد في عالم الأسباب و الصفات المستعارة و الاختيار
المجازى و لكنه لا يشعر بعلمه فان الشعور بالشيء امر و الشعور بالشعور أمر آخر.(
فى)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 6 صفحه : 14