[1] قال في النهاية: الرهبانية هي من رهبنة
النصارى و أصلها من الرهبة الخوف كانوا يترهبون بالتخلى من اشغال الدنيا و ترك
ملاذّها و الزهد فيها و العزلة عن أهلها و تعمد مشاقها حتّى ان منهم من كان« بقية
الحاشية في الصفحة الآتية»« بقية الحاشية من الصفحة الماضية» يخصى نفسه و يضع
السلسلة في عنقه و غير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله
عن الإسلام و نهى المسلمين عنها. و عثمان بن مظعون- بالظاء المعجمة- ابن حبيب بن
وهب بن حذافة بن جمح الجمحى- قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، و هاجر الى
الحبشة هو و ابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة فلما بلغهم أن قريشا أسلمت رجعوا
فدخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ثمّ ذكر رده جواره و رضاء بما عليه النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله و سلم و ذكر قصته مع لبيد بن ربيعة حين أنشد« ألا كل شيء
ما خلا اللّه باطل» فقال عثمان بن مظعون: صدقت فقال لبيد:« و كل نعيم لا محالة
زائل» فقال عثمان: كذبت نعيم الجنة لا يزول فقام سفيه منهم إلى عثمان فلطم عينه
فاخضرت. و في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص قال ردّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلم على عثمان بن مظعون التبتل و لو أذن له لاختصينا: و روى ابن شاهين و البيهقيّ
في الشعب من طريق قدامة بن إبراهيم الجمحى عن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة عن
ابيها عن عمها قال: قلت يا رسول اللّه انى رجل تشق على العزوبة في المغازى فتأذن
لي في الخصاء فاختصى؟ فقال:« لا، و لكن عليك يا ابن مظعون بالصوم» و روى البزار من
طريق قدامة بن موسى عن أبيه عن جده قدامة ابن مظعون حديثا و قال لا اعلم له غيره،
و في الصحيحين عن أم العلاء قالت: لما مات عثمان بن مظعون قلت: شهادتى عليك أبا
السائب لقد اكرمك اللّه توفى بعد شهوده بدرا في السنة الثانية من الهجرة و هو أول
من مات بالمدينة من المهاجرين و أول من دفن بالبقيع منهم، و روى الترمذي من طريق
القاسم عن عائشة قالت: قبل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم عثمان بن مظعون و
هو ميت و هو يبكى و عيناه تذرفان، و لما توفى إبراهيم بن النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله و سلم قال:« الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون» و قالت امراة ترثيه:
\sُ يا عين جودى بدمع غير ممنون\z* على رزية عثمان بن مظعون\z\E(
الإصابة)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 5 صفحه : 494