[2] في النهاية:« انه نهى عن قيل و قال» أي نهى عن
فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم قيل كذا و قال كذا و بناؤهما على كونهما
فعلين ماضيين متضمنين للضمير و الاعراب على اجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير
و ادخال حرف التعريف عليهما في قولهم: القيل و القال. و قيل: القال الابتداء و
القيل الجواب و هذا انما يصحّ إذا كانت الرواية قيل و قال على أنهما فعلان فيكون
النهى عن القول بما لا يصحّ و لا تعلم حقيقته و هو كحديثه الآخر بئس مطية الرجل
زعموا فأما من حكى ما يصحّ و يعرف حقيقته و أسنده الى ثقة صادق فلا وجه للنهى عنه
و لا ذم. و قال أبو عبيد: فيه نحو و عربية و ذلك أنّه جعل القال مصدرا كانه قال:
نهى عن قيل و قول يقال: قلت قولا و قيلا و قالا و هذا التأويل على أنهما اسمان. و
قيل: أراد النهى عن كثرة الكلام مبتدئا و مجيبا، و قيل: أراد به حكاية أقوال الناس
و البحث عمالا يجدى عليه خيرا و لا يعنيه أمره. انتهى