[2] انما خص الصوم باللّه من بين سائر العبادات و
بأنّه جاز به مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له و جزاؤه من عنده خاصّة من غير
مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه.( فى) أقول:
الصوم أمر بين الصائم و ربّه لا يطلع عليه أحد و سر بينه و بين معبوده بحيث لا
يشرف عليه أحد غير اللّه سبحانه و ذلك لانه امر مستور بخلاف غيره من العبادات و إن
كان هو الامساك عن المقطرات أما فرقه و التحرز عن المحرمات التي حرمها الشارع في
جميع الأوقات مما لا ريب فيه و هو أن المنهيات انما حرمت لمضارها للإنسان و اما
التحرز عن المباحات بل الاعمال التي ربما تستحب في غير أيّام الصوم لا يساوى الكف
عن المحرمات لانه لا ضرر لها للإنسان قطعا، و انما الصوم هو غاية الخضوع للّه
تعالى و المراقبة لاوامره و نواهيه و امتثال أمره و احترام قوانينه فقط و اما في
ترك المحرم ربما لم يعمله الإنسان لاجل الضرر مسلم فيه أو لاجل سقوطه في اعين
الناس و لومهم له لاحتمال وقوفهم عليه و ليس في الصوم من هذه الأمور شيء. و سبب
فرح الصائم عند الإفطار كما يأتي تحت رقم 15 لا شعار الصائم بان المولى وفّقه
لغلبة هواه و أيضا بعدم تزلزله في اتيان ما كلف به و مجيئه مظفرا من تلك الجهاد و
له فرح آخر عند لقاء جزاء عمله في اتيانه بما فرض اللّه له، و للصوم أيضا فوائد
أخر تأتي في الاخبار الآتية.