[1] قال شيخنا البهائى- رحمه اللّه-: يستفاد من
هذا الحديث امور: الأول- تأكد كراهة الصراخ على الميت حيث جعله عليه السلام من
الباطل و لعلّ ذلك بالنسبة إلى المرأة إذا سمع صوتها الاجانب ان لم نجعل مطلق
اسماع المرأة صوتها الاجانب محرما بل مع خوف الفتنة لا بدونه كما ذكره بعض
علمائنا. الثاني أن رؤية الأمور الباطلة و سماعها لا تنهض عذرا في التقاعد عن قضاء
حقوق الاخوان. الثالث أن موافقتهم بامتثال ما يستدعونه من الاقتصار على اليسير من
الإكرام و تأدية الحقوق ليس أفضل من مخالفتهم في ذلك بل الامر بالعكس. الرابع أن
تعجيل قضاء حاجة المؤمن ليس أهم من تشييع الجنازة بل الامر بالعكس و لعلّ عدم سؤال
زرارة رضي اللّه عنه حاجته من الإمام عليه السلام في ذلك المجمع و ارادته أن يرجع
ليسأله عنها لأنّها كانت مسألة دينية لا يمكن إظهارها في ذلك الوقت لحضور جماعة من
المخالفين فاراد ان يرجع عليه السلام ليخلو به و يسأله عنها انتهى كلامه رفع اللّه
مقامه( الحبل المتين ص 70) و قال العلامة في المنتهى ج 1 ص 445: لو رأى منكرا مع
الجنازة أوسعه فان قدر على انكاره و ازالته فعل و ازاله و إن لم يقدر على ازالته
استحب له التشييع و لا يرجع لذلك خلافا لاحمد.
انتهى و قوله:« فانك لا تقوى على
المشى» لانه عليه السلام كان بادنا.