[1] اعلم أن الأحاديث الواردة في سعة عفو اللّه
سبحانه و جزيل رحمته و وفور مغفرته كثيرة جدا و لكن لا بدّ لمن يرجوها و يتوقعها
من العمل الخالص المعد لحصولها و ترك الانهماك في المعاصى المفوت لهذا الاستعداد،
فاحذر أن يغرك الشيطان و يثبطك عن العمل و يقنعك بمحض الرجاء و الامل. و انظر الى
حال الأنبياء و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات ليلا و
نهارا. أ ما كانوا يرجون عفو اللّه و رحمته، بلى و اللّه انهم كانوا اعلم بسعة
رحمته و أرجأ بها منك و من كل أحد و لكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل غرور
محض و سفه بحت، فصرفوا في العبادات اعمارهم و قصروا على الطاعات ليلهم و نهارهم(
آت- ملخصا).
[2] قال المحقق الطوسيّ في أوصاف الاشراف ما
حاصله: إن الخوف و الخشية و إن كانا بمعنى واحد في اللغة الا أن بينهما فرقا بين
أرباب القلوب و هو أن الخوف تألم النفس من المكروه المنتظر و العقاب المتوقع بسبب
احتمال فعل المنهيات و ترك الطاعات و هو يحصل لاكثر الخلق و إن كانت مراتبه
متفاوتة جدا و المرتبة العليا لا تحصل الا للقليل و الخشية حالة نفسانية تنشأ من
الشعور بعظمة الرب و هيبته و خوف الحجب عنه و هذه الحالة لا تحصل الا لمن اطلع على
جلال الكبرياء و ذاق لذة القرب و لذلك قال سبحانه:« إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ
مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ»( سورة الفاطر: 28) و الخشية خوف خاصّ و قد يطلقون
عليها الخوف أيضا، انتهى( آت).