[1] ابن الزبير هو عبد اللّه و كان أعدى عدو أهل
البيت و قد صار سببا لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين( ع) حيث قال عليه
السلام: لا زال الزبير معنا حتّى أدرك فرخه. و المشهور أنه بويع له بالخلافة بعد
شهادة الحسين( ع) لسبع بقين من رجب سنة أربع و ستين في أيّام يزيد و قيل لما
استشهد الحسين عليه السلام في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكّة إلى نفسه،
و عاب يزيد بالفسوق و المعاصى و شرب الخمور فبايعه أهل تهامة و الحجاز فلما بلغ
يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير و روح بن زنباع و ضم إلى كل واحد جيشا و استعمل
على الجميع مسلم بن عقبة، و جعله أمير الامراء، و لما ودعهم قال: يا مسلم لا ترد
أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوهم، و اجعل طريقتك على المدينة فان حاربوك فحاربهم
فان ظفرت بهم فابحهم ثلاثا. فسار مسلم حتّى نزل الحرة، فخرج أهل المدينة فعسكروا
بها و أميرهم عبد اللّه بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم
يجيبوا فقاتلهم، فغلب أهل الشام و قتل عبد اللّه و سبعمائة من المهاجرين و الأنصار
و دخل مسلم المدينة و أباحها ثلاثة أيّام ثمّ شخص بالجيش إلى مكّة و كتب إلى يزيد
بما صنع بالمدينة و مات مسلم لعنه اللّه في الطريق فتولى أمر الجيش الحصين بن نمير
حتّى وافى مكّة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه و نصب
الحصين المنجنيق على أبى قبيس و رمى به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على
الحصين بموت يزيد لعنة اللّه عليهما، فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة، فأجابه
إلى ذلك و فتح الأبواب و اختلط العسكران يطوفون بالبيت، فبينما الحصين يطوف ليلة
بعد العشاء إذ استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده و قال له سرا: هل لك في الخروج
معى إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك فان أمرهم قد مرج و لا أدرى أحدا أحق بها
اليوم منك و لست أعصى هناك فاجتذب ابن الزبير يده من يده و هو يجهر: دون أن أقتل
بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام، فقال الحصين: لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة
العرب، أكلمك سرا و تكلمنى علانية و أدعوك إلى الخلافة و تدعوني إلى الحرب، ثمّ
انصرف بمن معه إلى الشام و قالوا: بايعه أهل العراق و أهل مصر و بعض أهل الشام إلى
أن بايعوا مروان بعد حروب و استمر له العراق إلى سنة إحدى و سبعين و هي التي قتل
فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير و هدم قصر الامارة بالكوفة، و لما
قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه و سار إلى الكوفة و دخلها و
استقر له الامر بالعراق و الشام و مصر ثمّ جهز الحجا في سنة ثلاث و سبعين إلى عبد
اللّه بن الزبير فحصره بمكّة و رمى البيت بالمنجنيق ثمّ ظفر به و قتله و اجتز
الحجاج رأسه و صلبه منكسا ثمّ أنزله و دفنه في مقابر اليهود و كانت خلافته بالحجاز
و العراق تسع سنين و اثنين و عشرين يوما و له من العمر ثلاث و سبعون سنة و قيل
اثنان و سبعون سنة و كانت أمه أسماء بنت أبى بكر( آت).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 64