[3] لعل المراد أنّه وجد تلك الأسماء مكتوبة في
ذلك المصحف تفسيرا لقوله تعالى لم يكن الذين كفروا مأخوذة من الوحى لا أنّها كانت
من أجزاء القرآن و عليه يحمل ما في الخبر السابق ص 621 و الآتي ص 633 أيضا من استماع
الحروف من القرآن على خلاف ما يقرأه الناس يعنى استماع حروف تفسر ألفاظ القرآن و
تبين المراد منها علمت بالوحى و كذلك كل ما ورد من هذا القبيل عنهم عليهم السلام و
قد مضى في كتاب الحجة نبذ منه فانه كله محمول على ما قلناه و ذلك لانه لو كان تطرق
التحريف و التغيير في ألفاظ القرآن لم يبق لنا اعتماد على شيء منه اذ على هذا
يحتمل كل آية منه أن تكون محرفة و مغيرة و تكون على خلاف ما أنزله اللّه فلا يكون
القرآن حجة لنا و تنتفى فائدته و فائدة الامر باتباعه و الوصية به و عرض الاخبار
المتعارضة عليه الى غير ذلك و أيضا قال اللّه عزّ و جلّ« وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ
لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ
حَكِيمٍ حَمِيدٍ» فكيف تطرق إليه التحريف و النقصان و التغيير و أيضا
قال اللّه عزّ و جلّ،« إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا
لَهُ لَحافِظُونَ» و قد استفاض عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
الأئمّة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروى عنهم عليهم السلام على كتاب اللّه
ليعلم صحته بموافقته له و فساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا
مغيرا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب اللّه مكذب له فيجب رده و
الحكم بفساده أو تأويله و أحسن الوجوه في التأويل أن مرادهم عليهم السلام بالتحريف
و التغيير و الحذف انما هو من حيث المعنى دون اللفظ و ممّا يدلّ على ذلك ما يأتي
في كتاب الروضة ما رواه الكليني بإسناده إلى الباقر عليه السلام أنّه كتب إلى سعد
الخير كتابا أوصاه بتقوى اللّه- الى أن قال:-« و كان من نبذهم الكتاب أن أقاموا
حروفه و حرفوا حدوده فهم يروونه و لا يرعونه- الحديث-.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 631