[1] حمل البغى على الذنوب باعتبار كثرة أفراده و
كذا نظائره و البغى في اللغة تجاوز الحد و يطلق غالبا على التكبر و التطاول و على
الظلم، قال اللّه تعالى:« يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ» و
قال:« إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ».« ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ»« إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى
عَلَيْهِمْ»« فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي». و قد روى أن الحسن عليه السلام طلب المبارز في صفّين فنهاه أمير
المؤمنين عن ذلك و قال: انه بغى و لو بغى جبل على جبل لهد اللّه الباغى و لما كان
الظلم مذكورا بعد ذلك فالمراد به التطاول و التكبر فانهما موجبان لرفع النعمة و
سلب العزة كما خسف اللّه بها قارون و قد مر ان التواضع سبب للرفعة و التكبر يوجب
الذلة. أو المراد به البغى على الامام أو الفساد في الأرض. و الذنوب التي تورث الندامة
لقتل فانه يورث الندامة في الدنيا و الآخرة كما قال تعالى في قابيل حين قتل أخاه«
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ» و التي تنزل النقم الظلم كما يشاهد من أحوال
الظالمين و خراب ديارهم و استئصال- أولادهم و أموالهم كما هو معلوم من أحوال فرعون
و هامان و بني أميّة و بني العباس و أضرابهم و قد قال اللّه تعالى:«
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا» و هتك الستور بشرب الخمر ظاهر
و حبس الرزق بالزنا مجرب فان الزناة و إن كانوا أكثر الناس أموالا عما قليل يصيرون
أسوأ الناس حالا و قد يقرأ هنا« الربا» بالراء المهملة و الباء الموحدة و هي تحبس
الرزق لقوله تعالى« يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَ يُرْبِي
الصَّدَقاتِ» و إظلام الهواء إمّا كناية عن التحير في الأموال أو شدة البلية أو
ظهور آثار غضب اللّه في الجو( آت).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 447