______________________________
ما
ينبغي أن تكون عليه حتّى يكون قالعة لآثار الذنوب من القلوب بالكلية و ذلك بإذابة
النفس بالحسرات و محو ظلمة السيئات بنور الحسنات. روى الشيخ الطبرسيّ (ره) عند
تفسير هذه الآية عن أمير المؤمنين عليه السلام أن التوبة تجمعها ستة أشياء على
الماضى من الذنوب الندامة و للفرائض الإعادة و ردّ المظالم و استحلال الخصوم و أن
تعزم على أن لا تعود و أن تذيب نفسك في طاعة اللّه كما ربيتها في المعصية و أن
يذيقها مرارة الطاعات كما أذقتها حلاوة المعاصى و أورد السيّد- رضي اللّه عنه- في
كتاب نهج البلاغة: أن قائلا قال بحضرته: أستغفر اللّه، فقال له:
ثكلتك امك أ تدرى ما
الاستغفار ان الاستغفار درجة العليين و هو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على
ما مضى. الثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا. الثالث: أن تؤدى إلى المخلوقين
حقوقهم حتّى تلقى اللّه سبحانه أملس ليس عليك تبعة. الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة
عليك ضيعتها فتؤدى حقها الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي تنبت على السحت فتذيبه
بالاحزان حتّى يلصق الجلد باللحم و ينشأ بينهما لحم جديد. السادس: أن تذيق الجسم
ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. و في كلام بعض الأكابر أنّه لا يكفى في جلاء
المرآة قطع الانفاس و الابخرة المسودة لوجهها بل لا بدّ من تصقيلها و إزالة ما حصل
في جرمها من السواد كذلك لا يكفى في جلاء القلب من ظلمات المعاصى و كدورتها مجرد
تركها و عدم العود إليها بل يجب محو آثار تلك الظلمات بأنوار الطاعات فانه كما
يرتفع إلى القلب من كل معصية ظلمة و كدورة كذلك يرتفع إليه من كل طاعة نور و ضياء
فالاولى محو ظلمة كل معصية بنور طاعة تضادها بأن ينظر التائب إلى سيئاته مفصلة و
يطلب لكل سيئة منها حسنة تقابلها فيأتي بتلك الحسنة على قدر ما أتى بتلك السيئة
فيكفر استماع الملاهى مثلا باستماع القرآن و الحديث و المسائل الدينية و يكفر مس
خط المصحف محدثا باكرامه و كثرة تقبيله و تلاوته و يكفر المكث في المسجد جنبا
بالاعتكاف فيه و كثرة التعبد في زواياه و أمثال ذلك. و اما في حقوق الناس فيخرج من
مظالمهم أولا بردها عليهم و الاستحلال منهم ثمّ يقابل ايذاءه لهم بالاحسان إليهم و
غصب أموالهم بالتصدق بماله الحلال و غيبتهم بالثناء على أهل الدين و اشاعة أوصافهم
الحميدة و على هذا القياس يمحو كل سيئة من حقوق اللّه أو حقوق الناس بحسنة تقابلها
من جنسها كما يعالج الطبيب الأمراض باضدادها نسأل اللّه سبحانه أن يوفقنا لذلك
بمنه و كرمه (آت).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 431