[1] الغرض من هذا الحديث بيان أن تفاضل درجات
الإيمان بقدر السبق و المبادرة إلى إجابة الدعوة الى الايمان و هذا يحتمل عدة معان
أحدها أن يكون المراد بالسبق السبق في الذر و عند الميثاق فالمراد أوائلها و
اواخرها في الإقرار و الإجابة هناك فالفضل للمتقدم و الثاني أن يكون المراد بالسبق
السبق في الشرف و الرتبة و العلم و الحكمة و زيادة العقل و البصيرة في الدين و
وفور الايمان و لا سيما اليقين، و على هذا فالمراد بأوائلها و اواخرها أوائلها و
أواخرها في مراتب الشرف و العقل و العلم. و الثالث أن يكون المراد بالسبق السبق
الزمانى في الدنيا عند دعوة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إياهم إلى الايمان و
المراد بأوائل هذه الأمة و أواخرها أوائلها و أواخرها في الإجابة للنبى صلّى اللّه
عليه و آله و قبول الإسلام و التسليم بالقلب و الانقياد للتكاليف الشرعية طوعا و
يعرف الحكم في سائر الأزمنة بالمقايسة. و الرابع أن يراد بالسبق السبق الزمانى عند
بلوغ الدعوة فيعم الأزمنة المتأخرة عن زمن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هذا
المعنى يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد بالاوائل و الأواخر ما ذكرناه و كذا
السبب في الفضل، و الآخر أن يكون المراد بالاوائل من كان في زمن النبيّ و بالاواخر
من كان بعد ذلك و يكون سبب فضل الاوائل صعوبة قبول الإسلام و ترك ما نشئوا عليه في
ذلك الزمن و سهولته فيما بعد لاستقرار الامر و ظهور الإسلام و انتشاره في البلاد
مع أن الاوائل سبب لاهتداء الأواخر إذ بهم و بنصرتهم استقر ما استقر و قوى ما قوى
و بان ما استبان و اللّه المستعان( فى).
[2]« فتبهضوهم» بالمعجمة أي تثقلوا عليهم و
توقعوهم في الشدة.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 42