[1]« فاذا هو دعا» فيه حث على الدعاء لحسن العاقبة
و عدم الزيغ و دلالة أيضا على أن الايمان و السلب مسببان على فعل الإنسان لانه
يصير بذلك مستحقا للتوفيق و الخذلان و جملة القول في ذلك أن كل واحد من الإيمان و
الكفر قد يكون ثابتا و قد يكون متزلزلا يزول بحدوث ضده لان القلب إذا اشتد ضياؤه و
كمل صفاؤه استقر الايمان و كل ما هو حقّ فيه و إذا اشتدت ظلمته و كملت كدورته
استقر الكفر و كل ما هو باطل فيه. و إذا كان بين ذلك باختلاط الضياء و الظلمة فيه
كان مترددا بين الاقبال و الادبار و مذبذبا بين الإيمان و الكفر فان غلب الأول دخل
الايمان فيه من غير استقرار و إن غلب الثاني دخل الكفر فيه كذلك و ربما يصير
الغالب مغلوبا فيعود من الايمان إلى الكفر و من الكفر إلى الايمان فلا بدّ للعبد
من مراعاة قلبه فان رآه مقبلا إلى اللّه عزّ و جلّ شكره و بذل جهده و طلب منه
الزيادة لئلا يستدبر و ينقلب و يزيغ عن الحق كما ذكر سبحانه عن قوم صالحين«
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ... الآية» و إن رآه مدبرا زائغا
عن الحق تاب و استدرك ما فرط فيه و توكل على اللّه و توسل إليه بالدعاء و التضرع
لتدركه العناية الربانية فتخرجه من الظلمات إلى النور و إن لم يفعل ربما سلط عليه
عدوه الشيطان و استحق من ربّه الخذلان فيموت مسلوب الايمان كما قال سبحانه:«
فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» أعاذنا اللّه من ذلك و سائر
أهل الايمان( آت- ملخصا)
[2] في بعض النسخ[ باب فيمن ثبت عليه الشهادة
بالايمان و النفاق].
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 419