[2] قوله:« فى أصل الخلق كافرا» قيل: قوله:«
كافرا» حال عن العبد فلا يلزم أن يكون كفره مخلوقا للّه تعالى. أقول: كانه على
المجاز فانه تعالى لما خلقه عالما بانه سيكفر فكانه خلقه كافرا، أو الخلق بمعنى
التقدير و المعاصى يتعلق بها التقدير ببعض المعاني و كذا تحبيب الشر إليه مجاز
فانه لما سلب عنه التوفيق لسوء أعماله و خلى بينه و بين نفسه و بين الشيطان فاحب
الشر فكأن اللّه حببه إليه كما قال: سبحانه:« حَبَّبَ إِلَيْكُمُ
الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ
الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ» و إن كان الظاهر أن الخطاب لخلص المؤمنين.« فيقرب
منه» أي العبد من الشر أو الشر من العبد و على التقديرين كانه كناية عن ارتكابه(
آت).
[3] قوله:« لمتان لمة من الشيطان إلخ» اللمة من
الشيطان أو الملك مستهما و هو ما يلقيان في قلب الإنسان من دعوة الشر أو الخير. و
قوله عليه السلام:« الرقة و الفهم- و قوله- السهو و الغفلة» من قبيل بيان المصداق
و الأصل في ذلك قوله تعالى:« الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشاءِ وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا وَ اللَّهُ
واسِعٌ عَلِيمٌ* يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ
فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً الآية» و المقابلة بين الوعدين يدلّ على أن أحدهما
من الملك و الآخر من الشيطان( الطباطبائى).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 2 صفحه : 330