[1]« اما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله ...
الخ» شاهد ذلك من كتاب اللّه قوله تعالى:
« وَ اذْكُرْ عَبْدَنا
أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ» فان
قلت: إطلاق قوله تعالى:« إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ
...* الآية» ينافى ذلك، قلت: ذيل الآية يفسر صدرها و هو قوله:«
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ... الآية» توضيحه: أن جميع
الآيات الواردة في قصة سجدة آدم تدلّ على أن إبليس شانه الإغواء و الاضلال يقابل
الهداية، و هما من الأمور القلبية المرتبطة بالايمان و العمل فالذى اتخذه لعنه
اللّه ميدانا لعمله هو قلب الإنسان و عمله الاضلال عن صراط الايمان و العمل
الصالح، و الذي ردّ اللّه عليه و حفظ عباده من كيده، فيه هو عبوديتهم فعباده تعالى
الواقعون في صراط العبودية مأمونون من كيده، كما قال تعالى:« إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ... الآية»
فالايمان هو العبودية و التوكل من لوازمها. و أمّا اجسام العباد و ما يلحق بها فليست
بمأمونة عن كيده و مكره فله ان يمس العبد المؤمن في غير عقله و ايمانه من جسم او
مال أو ولد أو نحو ذلك، و أثره الايذاء، و اما ما وراء ذلك فلا. و من هنا يظهر أن
الوصف في قوله:« إِنَّ عِبادِي ...* الخ» كالمشعر بالعلية.
أفاده العلامة الطباطبائى.
[2] كأن مفعول الوجدان محذوف اي شكا أو حزنا شديدا
أو يكون الوجد بمعنى الغضب أو بمعنى الحزن فقوله:« فى قلبه» للتأكيد أي وجدا مؤثرا
في قلبه باقيا فيه. فى المصباح وجدته أجده وجدانا بالكسر و وجدت عليه موجدة غضبت،
و وجدت به في الحزن وجدا بالفتح انتهى، و العصابة بالكسر ما يشد على الرأس و
العمامة و العصب: الطى الشديد و عصب رأسه بالعصابة و عصب أيضا أي شده بها( آت).