[1] إن التوحيد يطلق على معان: احدها: نفى الشريك في الإلهيّة اي
استحقاق العبادة و هى أقصى غاية التذلل و الخضوع و لذلك لا يستعمل إلّا في التذلل
للّه تعالى لانه المولى لاعظم النعم بل جميعها فهو المستحق لاقصى الخضوع و غايته؛
و المخالف في ذلك مشركوا العرب و أضرابهم فانهم بعد علمهم بأن صانع العالم واحد
كانوا يشركون الأصنام في عبادته. ثانيها: نفى الشريك في صانعية العالم و المخالف
في ذلك الثنوية و اضرابهم. ثالثها: ما يشمل المعنيين المتقدمين و تنزيهه عما لا
يليق بذاته و صفاته تعالى من النقص و العجز و الجهل و التركيب و الاحتياج و المكان
و غير ذلك من الصفات السلبية و توصيفه بالصفات الثبوتية الكمالية. رابعها: ما يشمل
تلك المعاني و تنزيهه سبحانه عما توجب النقص في أفعاله أيضا من الظلم و ترك اللطف
و غيرها و بالجملة كل ما يتعلق به سبحانه ذاتا و صفاتا و أفعالا إثباتا و نفيا. و
الظاهر ان المراد هنا هذا المعنى.( آت).
[2] أراد بالعالم ما سوى اللّه تعالى و المراد بحدوثه كونه
مسبوقا بالعدم و كون زمان وجوده متناهيا في جانب الأول.( آت)