نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 549
(تنبيه) [في توضيح حديث احتجاج
الصادق عليه السّلام على الزّنديق الذي وعدناه توضيحه في ص 83]
قد كنّا
وعدنا ص 83 «باب إطلاق القول بأنّه شيء» أن نوضح في آخر هذا المجلّد حديث احتجاج
الصادق عليه السّلام على الزّنديق؛ المرويّ عن عليّ بن إبراهيم بإسناده عن هشام بن
الحكم و قبل أن نشرع في المقصود نبيّن مقدّمة مفيدة و هي أنّ الحديث قد أورده
الصدوق- قده- في توحيده بزيادات قد ذكرها الكلينيّ- قده- في باب حدوث العالم و
إثبات المحدث من باب التوحيد، و الظاهر أنّ ما ورد في البابين حديث واحد كما ذكره
الصدوق- قده- إلّا أنّ الكلينيّ- قده- قطّعه فأورد في كلّ من البابين ما يناسبه من
الحديث، و القطعة الأولى من الحديث هي خامس الأحاديث من باب حدوث العالم و إثبات
المحدث من كتاب التوحيد، فليراجع،
أمّا توضيح
الحديث الشريف فنقول مستعينا باللّه تبارك و تعالى: لمّا أجاب الامام عليه السّلام
عن سؤال الزّنديق عن الدّليل على ثبوته و وجوده بقوله عليه السّلام: «وجود
الأفاعيل الّتي دلّت على أنّ صانعا صنعها ... إلخ» سأله السائل عن
ماهيّته و حقيقته بقوله: «ما هو؟» أقول لا شكّ في أنّ الأذهان البشريّة دائمة
التجسّس و التفحّص عمّا يدركه و يتعقّله من الأشياء فكأنّها لا ترى بدّا من الوصول
إلى حقائق أشياء قد سلّم بوجودها و هذه الخاصّة العقلانيّة هي من أهمّ الأسباب في
تكثّر المعلومات و المعقولات، و على هذه القاعدة الضروريّة سأل السائل عن الحقيقة
و الماهيّة قياسا منه على سائر الحقائق، فأجابه الإمام عليه السّلام «هو
شيء بخلاف الأشياء»، أقول: قد ورد سلب المعاني المدركة عن الألفاظ المطلقة
على الذّات الأقدس جلّ شأنه في أبواب التوحيد و الصّفات و الأسماء غير مرّة، فيمكن
أن يقال: إنّه مع دلالة العقل على ذلك قد تواترت الأخبار و الرّوايات في هذا
المقام بحيث لا يمكننا الشكّ و التوقّف لا عقلا و لا نقلا في أنّ الألفاظ المطلقة
عليه تعالى لا يمكن أن يراد بها ما نتعقّله من المعاني المتحصّلة عن المدركات
المأخوذة من النفس المدرك و الخارج المدرك، فانّ جميع ما ندركه و نؤدّيه بالألفاظ
المتعارفة، محفوف بوصمة الحدود و الرسوم و جلّ جناب الحقّ أن يكون محدودا و
مرسوما.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 549