[7] لما أراد اللّه سبحانه أن يعرف نفسه لعباده ليعبدوه و كان لم
يتيسر معرفته كما أراد على سنة الأسباب إلّا بوجود الأنبياء و الأوصياء إذ بهم
تحصل المعرفة التامة و العبادة الكاملة دون غيرهم فأمرهم بمعرفة أنبيائه و أوليائه
و ولايتهم و التبرى من أعدائهم و ممّا يصدهم عن ذلك، ليكونوا ذوى حظوظ من نعيمهم و
وهب الكل معرفة نفسه على قدر معرفتهم الأنبياء و الأوصياء إذ بمعرفتهم لهم يعرفون
اللّه و بولايتهم إياهم يتولون اللّه، فكلما ورد من البشارة و الانذار و الاوامر و
النواهى و النصائح و المواعظ من اللّه سبحانه فانما هو لذلك و لما كان نبيّنا صلّى
اللّه عليه و آله و سلم سيّد الأنبياء و وصيه صلوات اللّه عليه سيد الأوصياء
لجمعهما كمالات سائر الأنبياء و الأوصياء و مقاماتهم مع ما لها من الفضل عليهم و
كان كل منهما نفس الآخر صح أن ينسب إلى أحدهما من الفضل ما ينسب إليهم. لاشتماله
على الكل و جمعه لفضائل الكل و لذلك خص تأويل الآيات بهما و بأهل البيت عليهم
السلام الذين هم منهما، ذرية بعضها من بعض، و جيء بالكلمة الجامعة التي هي
الولاية فانها مشتملة على المعرفة و المحبة و المتابعة و سائر ما لا بدّ منه في
ذلك( فى).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 412