[1] حاصل الجواب أن ظهور هذا العلم مع رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله دائما في محل المنع فانه كان في سنين من اول بعثه مكتتما الا عن أهله
لخوف عدم قبول الخلق منه حتّى امر باعلانه و كذلك الأئمّة عليهم السلام يكتمون عمن
لا يقبل منهم حتّى يؤمروا باعلانه في زمن القائم عليه السلام( آت)
[2] أي ظفروا، و تقرير هذه الحجة على ما يطابق عبارة الحديث مع
مقدماته المطوية أن يقال: قد ثبت أن اللّه سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و انه كان تنزل الملائكة و الروح فيها من كل امر
ببيان و تأويل سنة فسنة كما يدلّ عليه فعل المستقبل الدال على التجدد في الاستقبال
فنقول: هل كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله طريق الى العلم الذي يحتاج إليه
الأمة سوى ما يأتيه من السماء من عند اللّه سبحانه اما في ليلة القدر أو في غيرها
أم لا؟ و الأول باطل لما اجمع عليه الأمة من ان علمه ليس الا من عند اللّه سبحانه
كما قال تعالى:« إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى» فثبت الثاني
ثمّ نقول فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الأمة أم لا بدّ من ظهوره
لهم؟ و الأول باطل لانه انما يوحى إليه ليبلغ اليهم و يهديهم إلى اللّه عزّ و جلّ
فثبت الثاني ثمّ نقول: فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند اللّه جل و علا
الى الرسول اختلاف بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ثمّ يحكم في ذلك الامر بعينه في
ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه أم لا؟ و الأول باطل لان الحكم انما هو من عند
اللّه جل و عزّ و هو متعال عن ذلك كما قال:« لَوْ كانَ
مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً»، ثم
نقول: فمن حكم بحكم فيه اختلاف هل وافق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في فعله
ذلك و حكمه أم خالفه؟ و الأول باطل لان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم يكن
في حكمه اختلاف فثبت الثاني ثمّ نقول: فمن لم يكن في حكمه اختلاف فهل له طريق إلى
ذلك الحكم من غير جهة اللّه سبحانه اما بواسطة أو بغير واسطة و من دون أن يعلم
تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا؟ و الأول باطل فثبت الثاني ثمّ
نقول: فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف الا اللّه و الراسخون في
العلم الذين ليس في علمهم اختلاف أم لا؟ و الأول باطل لان اللّه يقول:« وَ
ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» ثم
نقول فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الذي هو من الراسخين في العلم هل مات و
ذهب بعلمه ذلك و لم يبلغ طريق علمه بالمتشابه الى خليفته من بعده أم بلغه؟ و الأول
باطل لانه لو فعل ذلك فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فثبت الثاني ثمّ
نقول: فهل له خليفة من بعده كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطاء و الاختلاف في
العلم أم هو مؤيد من عند اللّه يحكم حكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بأن
يأتيه الملك و يحدثه من غير وحى و رؤية او ما يجرى مجرى ذلك و هو مثله إلّا في
النبوّة و الأول باطل لعدم إغنائه حينئذ لان من-- يجوز عليه الخطاء لا يؤمن عليه
الاختلاف في الحكم و يلزم التضييع من ذلك أيضا فثبت الثاني فلا بدّ من خليفة بعد
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله راسخ في العلم، عالم بتأويل المتشابه، مؤيدا من
عند اللّه لا يجوز عليه الخطاء و لا الاختلاف في العلم يكون حجة على العباد و هو
المطلوب( فى- ملخصا).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 244