[1] لا ريب أن كل أمر خارجى و منها أفعال الإنسان لا يوجد ما لم
يوجد جميع أجزاء علته التامة و ما يحتاج إليه في وجوده فإذا وجدت جميعا و لم يبق
ممّا يحتاج إليه وجوده شيء في العدم وجب وجوده و الا كان وجود علته التامة و
عدمها بالنسبة إليه على السواء، مثلا إذا نسب أكل لقمة من الغذاء إلى الإنسان و
فرض وجود الإنسان و صحة أدوات التغذى و وجود الغذاء بين يديه و وجود الإرادة
الحتمية و عدم شيء من الموانع مطلقا وجب تحقّق الاكل و كان بالضرورة، فهذه نسبة
الفعل و هو الاكل مثلا الى مجموع علته التامة و أمّا نسبة الفعل كالاكل مثلا الى
الإنسان المجهز بآلة الفعل فقط لا الى مجموع أجزاء العلة مع فرض وجودها فهي نسبة
الإمكان و الاستعداد التام الذي لا يفارق الفعل لفرض وجود بقية اجزاء العلة و ان
لم تكن النسبة الى جميعها بل الى الإنسان فقط و هى المسماة بالاستطاعة فالانسان مع
فرض جميع ما يتوقف عليه يستطيع أن يأكل بالارادة و أن لا يأكل بعدمها و أمّا نسبة
الفعل الى الإنسان مع فرض عدم وجود جميع أجزاء العلة كنسبة الاكل الى الإنسان حيث
لا غذاء عنده و مباشرة النساء حيث لامرأة فهي الإمكان و الاستعداد الضعيف الناقص و
لا تسمى استطاعة، فالانسان لا يستطيع أن يأكل حيث لا غذاء و لا أن يباشر حيث
لامرأة، فقوله( ع) في هذه الروايات: ان الاستطاعة مع الفعل يريد به الاستعداد
التام الذي لا واسطة بينه و بين الفعل و الترك الا إرادة الإنسان و أمّا مطلق
إمكان الفعل و القدرة عليه فليس بمراد و ليس هذا من قول الأشاعرة ان القدرة على
الفعل توجد مع الفعل لا قبله في شيء فانه مذهب فاسد كما بين في محله و بالتأمل في
ما ذكرناه يظهر معنى سائر روايات الباب و اللّه الهادى.( الطباطبائى)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 161