[1] لا ريب أن لنا في أفعالنا الاختيارية مشيئة و إرادة و تقديرا
و قضاء و هو الحكم البتى و حيث عد اللّه سبحانه الموجودات أفعالا لنفسه صادرة عن
علمه و قدرته لم يكن بد من أن نذعن في فعله بالجهات التي لا يخلو عنها فعل اختيارى
بما أنّه فعل اختيارى، من المشيئة و الإرادة و التقدير و القضاء فالمشيئة و
الإرادة هما معنى الذي لا بدّ في الفعل الاختيارى من تحققه في نفس الفاعل منا بعد
العلم و قبل الفعل و هذا المعنى من حيث ارتباطه بالفاعل يسمى مشيئة به و من حيث
ارتباطه بالفعل يسمى إرادة و التقدير تعيين مقدار الفعل من حيث تعلق المشيئة به و
القضاء هو الحكم الأخير الذي لا واسطة بينه و بين الفعل، مثلا إذا قربنا نارا من
قطن و النار مقتضية للاحتراق ينتزع من المورد مشيئة الاحراق، ثمّ بزيادة قربها
إرادة الاحراق، ثمّ من كيفية قربها و شكل القطن و وضعه منها و ساير ما يقارن
المورد تقدير الاحراق فان كان القطن مثلا مرطوبا لا يؤثر فيه النار كان ذلك بداء
لظهور ما كان خفيا من الفعل و إن كان يابسا لا مانع معه من الاحتراق كان ذلك قضاء
و إمضاء و هو الاحتراق و الاحراق؛ و بذلك يتحقّق في كل حادث حدث عن أسبابه من حيث
تهيؤ سببه و تمام التهيؤ و تحقّق محل الفعل و تحقّق آخر جزء من سببه مشيئة و إرادة
و قدر و قضاء هو الامضاء و الاجراء( الطباطبائى).
[2] الحب حبان: حب تكوينى يتعلق بوجود الشيء من حيث هو وجوده و
حبّ تشريعى يتعلق بالشيء من حيث هو حسن جميل و لا يتعلق بالقبيح أبدا و كانّ عدم
استعداد ذهن السائل عن إدراك الفرق بينهما استدعى إضرابه( ع) عن جواب سؤاله.(
الطباطبائى)
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 150