[1] هذا التحقيق للمصنف و ليس من تتمة الخبر و غرضه الفرق بين
صفات الذات و صفات الفعل و أبان ذلك بوجوه الأول: أن كل صفة وجودية لها مقابل
وجودى فهي من صفات الافعال لا من صفات الذات لان صفاته الذاتية كلها عين ذاته و
ذاته ممّا لا ضد له ثمّ بين ذلك في ضمن الامثلة و ان اتصافه سبحانه بصفتين
متقابلتين ذاتيتين محال و الثاني ما أشار إليه بقوله: و لا يجوز أن يقال:
يقدر أن يعلم. و الحاصل أن القدرة صفة ذاتية تتعلق بالممكنات
لا غير فلا تتعلق بالواجب و لا بالممتنع فكل ما هو صفة الذات فهو أزليّ غير مقدور
و كل ما هو صفة الفعل فهو ممكن مقدور و بهذا يعرف الفرق بين الصفتين و قوله:« و لا
يقدر أن لا يعلم» الظاهر أن« لا» لتأكيد النفي السابق أي لا يجوز أن يقال: يقدر أن
لا يعلم و يمكن أن يكون من مقول القول الذي لا يجوز و توجيهه أن القدرة لا ينسب
إلّا إلى الفعل نفيا أو إثباتا فيقال يقدر أن يفعل أو يقدر أن لا يفعل و لا ينسب
إلى ما لا يعتبر الفعل فيه لا اثباتا و لا نفيا ممّا تكون من صفة الذات التي لا
شائبة للفعل فيها كالعلم و القدرة و غيرهما لا يجوز أن ينسب إليها القدرة فان
القدرة انما يصحّ استعمالها مع الفعل و الترك فلا يقال، يقدر أن يعلم و لا يقال و
لا يقدر أن لا يعلم لان العلم لا شائبة فيه من الفصل الثالث: ما أشار إليه بقوله:
و لا يجوز أن يقال أراد أن يكون ربا. و الحاصل أن الإرادة لما كانت فرع القدرة فما
لا يكون مقدورا لا يكون مرادا و قد علمت أن الصفات الذاتية غير مقدورة فهي غير
مرادة أيضا و لكونها غير مرادة وجه آخر و هو قوله:« لان هذه من صفات الذات إلخ» و
معناه أن الإرادة لكونها من صفات الفعل فهي حادثة و هذه الصفات يعنى الربوبية و
القدرة و أمثالهما لكونهما من صفات الذات فهى قديمة و لا يؤثر الحادث في القديم فلا
تعلق للارادة لشيء منها.( آت).
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 111