علي بن إبراهيم بن
هاشم يرفعه قال لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعفر محمد بن علي بن موسى ع
ابنته أم الفضل اجتمع إليه أهل بيته الأدنون فقالوا يا أمير المؤمنين ننشدك الله
أن تخرج عنا أمرا قد ملكناه و تنزع عنا عزا قد ألبسناه و قد علمت الأمر الذي بيننا
و بين آل علي قديما و حديثا فقال المأمون اسكتوا فو الله ما قبلت من أحدكم في أمره
فقالوا يا أمير المؤمنين أ تزوج قرة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله و لا يعرف
فريضة من سنة و لا يميز بين الحق و الباطل و لأبي جعفر ع يومئذ عشر سنين أو إحدى
عشرة سنة فلو صبرت عليه حتى يتأدب و يقرأ القرآن و يعرف فرضا من سنة فقال لهم
المأمون و الله إنه لأفقه منكم و أعلم بالله و برسوله و سننه و فرائضه و حلاله و
حرامه منكم و أقرأ لكتاب الله و أعلم بمحكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه و ظاهره و
باطنه و خاصه و عامه و تأويله و تنزيله منكم فاسألوه فإن كان الأمر كما وصفتم قبلت
منكم في أمره و إن كان الأمر كما قلت علمتم أن الرجل خير منكم فخرجوا من عنده و
بعثوا إلى يحيى بن أكثم[3] و كان
قاضي القضاة فجعلوا حاجتهم إليه
[2] رواه الصدوق في العيون و نقله المجلسيّ في
المجلد الثاني عشر من البحار ص 32.
[3] هو من قضاة العامّة و محبوب المأمون لم يقدّم
عليه أحدا و كان قاضيا في العراقين و معروفا بعمل قوم لوط و احياء طريقتهم و تسبب
لتحريم المأمون المتعة كما نقله ابن خلّكان في الوفيات« بقية الحاشية في الصفحة
الآتية».-« بقية الحاشية من الصفحة الماضية»
ج 5 ص 199 و نقل عن تاريخ الخطيب
أن المأمون قال له يوما: يا يحيى لمن هذا الشعر؟
\sُ قاض يرى الحدّ في الزناء و لا*\z يرى على من بلوط من بأس\z\E
قال: أو ما يعرف الامير من القائل؟ قال المأمون: لا، قال: يقوله الفاجر الذي قال:
\sُ لا أحسب الجور ينقضى و على*\z الأمة وال من آل عبّاس\z\E
قال: فأفحم المأمون خجلا. انتهى. و كان هو قاضيا في البصرة في أيّام هارون و بعده
الى أن يعزله المأمون توفى في الربذة سنة 242 و قيل: 243 و ذلك بعد أن غضب عليه
المتوكل و أمر بقبض املاكه و الزم منزله ثمّ حج و حمل أخته معه و عزم أن يجاور
فلما اتصل به رجوع المتوكل له بدا له في المجاورة و رجع يريد العراق فلما وصل الى
الربذة هلك و دفن هناك و له يومئذ ثلاث و ثمانون يوما.
نام کتاب : الإختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 98