[1] عبد اللّه بن المبارك هو أبو عبد الرحمن بن
واضح المروزى مولى بنى حنظلة عامى كان فيهم من كبار العلماء و اجلاء الزهاد اخذ
الفقه عن سفيان الثوري و مالك بن أنس و روى عنه الموطأ. و كان شديد التورع، كثير
الانقطاع يحكى عن أبيه انه كان يعمل في بستان لمولاه و أقام فيه زمانا ثمّ ان
مولاه جاءه يوما و قال له: أريد رمانا حلوا فمضى إلى بعض الشجر و احضر منها رمانا
فكسره فوجده حامضا فحرد عليه و قال: اطلب الحلو فتحضر لي الحامض هات حلوا فمضى و
قطع من شجرة اخرى فلما كسره وجده أيضا حامضا فاشتد حرده عليه و فعل ذلك دفعة ثالثة
فقال له بعد ذلك: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟ فقال: لا، فقال: كيف ذلك؟ قال:
لانى ما اكلت منه شيئا حتّى أعرفه. فقال و لم لم تأكل؟ قال: لانك ما اذنت لي فكشف
عن ذلك فوجده حقا فعظم في عينه و زوجه ابنته و يقال: ان عبد اللّه رزق من تلك
الابنة فنمت على بركة ابيه.
و فضيل بن عياض أيضا عامى زاهد
بصرى كوفيّ ثقة روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام و يحكى انه كان في اول امره يقطع
الطريق بين ابيورد و سرخس و عشق جارية، فبينما يرتقى الجدران إليها سمع تاليا
يتلو« أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ» فقال: يا ربّ قد آن فرجع و أوى إلى خربة فإذا فيها
رفقة فقال بعضهم: نرتحل و قال بعضهم متى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا
فتاب الفضيل و أمنهم.
نام کتاب : الإختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 41