نام کتاب : الإختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 367
لقتلت من في تلك الدار و أومأ بيده إلى ثلاث حجر في الدار
فضربنا بأيدينا على قوائم السيوف و ضربنا بأبصارنا إلى الحجر الّتي أومأ إليها فو
اللّه ما بقيت في الدار باكية إلّا سكتت و لا قائمة إلّا جلست، قلت: يا ابا القاسم
فمن كان في تلك الثلاث حجر؟ قال: أمّا واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحا و معه
شباب قريش جرحى، و أمّا الثانية فكان فيها عبد اللّه بن الزبير و معه آل الزبير
جرحى، و أمّا الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أين ما دارت، قلت:
يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة فهلّا ملتم عليهم بهذه السيوف؟ قال: يا ابن أخي
أمير المؤمنين عليه السلام كان أعلم منك، وسعهم أمانه، إنّا لمّا هزمنا القوم نادى
مناديه: لا يدفف على جريح و لا يتبع مدبر و من ألقى سلاحه فهو آمن؛ سنّة يستنّ بها
بعد يومكم هذا ثمّ مضى و مضينا معه حتّى انتهينا إلى العسكر فقام- إلى آخر الخبر-
و في المجلد التاسع من
البحار ص 584 في حديث طويل نقله عن المناقب قالت صفيّة بنت الحارث الثقفيّة زوجة
عبد اللّه بن خلف الخزاعيّ لعليّ عليه السّلام يوم الجمل بعد الوقعة:
يا قاتل الأحبّة، يا
مفرّق الجماعة، فقال عليه السّلام: إنّي لا ألومك إن تبغضيني يا صفيّة و قد قتلت
جدّك يوم بدر و عمّك يوم أحد و زوجك الآن و لو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذه
البيوت، ففتّش فكان فيها مروان و عبد اللّه بن الزبير انتهى.
و قال ابن أبي الحديد في
شرح النهج ج 3 ص 628 ط بيروت: و قالت امرأة عبد اللّه بن الخلف الخزاعيّ بالبصرة
لعليّ عليه السّلام بعد ظفره: يا عليّ يا قاتل الأحبّة لا مرحبا بك أيتم اللّه منك
ولدك كما أيتمت بني عبد اللّه بن خلف فلم يردّ عليها و لكنّه وقف و أشار إلى ناحية
من دارها- ففهمت إشارته فسكتت و انصرفت و كانت قد سترت عندها عبد اللّه بن الزبير
و مروان بن الحكم فأشار إلى الموضع الّذي كانا فيه- و لو شئت أخرجتهما، فلمّا فهمت
انصرفت و كان عليه السّلام حليما كريما.
أقول: و ذكرها جماعة من
المؤرخين في كتبهم بألفاظ تقرب ما نقلناه.
نام کتاب : الإختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 367