قَالُوا لِفُلَانٍ قَالَ هَاتُوهُ فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ بَعِيرَكَ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ رَبَّى صَغِيرَكُمْ وَ كَدَّ عَلَى كَبِيرِكُمْ ثُمَّ أَرَدْتُمْ أَنْ تَنْحَرُوهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَنَا وَلِيمَةً فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ فِيهَا قَالَ فَدَعُوهُ لِي فَدَعُوهُ فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَكَانَ يَأْتِي دُورَ الْأَنْصَارِ مِثْلَ السَّائِلِ يُشْرِفُ عَلَى الْحُجَرِ فَكَانَ الْعَوَاتِقُ يَجْبِينَ لَهُ الْعَلَفَ حَتَّى يَجِيءَ وَ قُلْنَ هَذَا عَتِيقُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَمِنَ حَتَّى تَضَايَقَ بِهِ جِلْدُهُ[1].
الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْخَشَّابُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِداً فِي أَصْحَابِهِ إِذْ مَرَّ بِهِ بَعِيرٌ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص حَتَّى ضَرَبَ بِجِرَانِهِ الْأَرْضَ وَ رَغَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ يَسْجُدُ لَكَ هَذَا الْجَمَلُ فَإِنْ سَجَدَ لَكَ فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا بَلِ اسْجُدُوا لِلَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَمَلَ جَاءَ يَشْكُو أَرْبَابَهُ وَ زَعَمَ أَنَّهُمْ أَنْتَجُوهُ صَغِيراً وَ اعْتَمَلُوا عَلَيْهِ فَلَمَّا كَبِرَ وَ صَارَ عُوداً كَبِيراً أَرَادُوا نَحْرَهُ فَشَكَا ذَلِكَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَهُ مِنَ الْإِنْكَارِ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَ كَانَ عُمَرَ قَالَ أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ أَمَرْتُ شَيْئاً أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ثُمَّ أَنْشَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْبَهَائِمِ تَكَلَّمُوا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ ص تَكَلَّمَ الْجَمَلُ وَ تَكَلَّمَ الذِّئْبُ وَ تَكَلَّمَتِ الْبَقَرَةُ فَأَمَّا الْجَمَلُ فَكَلامُهُ الَّذِي سَمِعْتَ مِنْهُ وَ أَمَّا الذِّئْبُ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَشَكَا إِلَيْهِ الْجُوعَ فَدَعَا أَصْحَابَهُ فَكَلَّمَهُمْ فِيهِ فَشَحُّوا ثُمَّ جَاءَ الثَّانِيَةَ فَشَكَا إِلَيْهِ فَدَعَاهُمْ فَشَحُّوا ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ فَشَكَا فَدَعَاهُمْ فَشَحُّوا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَصْحَابَ الْغَنَمِ فَقَالَ افْرِضُوا لِلذِّئْبِ شَيْئاً ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمُ الثَّانِيَةَ فَشَحُّوا ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ فَشَحُّوا فَقَالَ ع لِلذِّئْبِ اخْتَلِسْ أَيْ خُذْ وَ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص فَرَضَ لِلذِّئْبِ شَيْئاً مَا زَادَ عَلَيْهِ شَيْئاً حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَمَّا الْبَقَرَةُ فَإِنَّهَا آذَنَتِ النَّبِيَّ ص وَ كَانَتْ فِي نَخْلٍ لِبَنِي سَالِمٍ فَقَالَ يَا آلَ ذَرِيحٍ عَمَلٌ نَجِيحٌ صَائِحٌ يَصِيحُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ فَصِيحٍ بِأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ صَلَّى
[1] كالخبر المتقدم.