[1] نقله العلّامة المجلسيّ- رحمه اللّه- في
المجلد الرابع عشر من البحار ص 129 و قال بعده بيان:
السجود في الآية بمعنى غاية
الخضوع و التذلل و الانقياد، سواء كان بالارادة و الاختيار أو بالقهر و الاضطرار،
فالجمادات لما لم يكن لها اختيار و إرادة و هي كاملة في الانقياد و الخضوع لما
اراد الرب تعالى منها، فهى على الدّوام في السجود و الانقياد للمعبود و التسبيح و
التقديس له سبحانه بلسان الذل و الإمكان و الافتقار و كذا الحيوانات العجم و اما
ذووا العقول فلما كانوا ذوى إرادة و اختيار فهم من جهة الإمكان و الافتقار و
الانقياد للامور التكوينية كالجمادات في السجود و التسبيح و من حيث الأمور
الارادية و التكليفية منقسمون بقسمين منهم الملائكة و هم جميعا معصومون الساجدون
منقادون من تلك الجهة أيضا، و لعلّ المراد بقوله:« مَنْ فِي السَّماواتِ وَ
الْأَرْضِ»* و هم اما الناس فهم قسمان قسم مطيعون من تلك الجهة أيضا و منهم
عاصون من تلك الجهة و ان كانوا مطيعين من الجهة الأخرى فلم يتأت منهم غاية ما يمكن
منهم من الانقياد فلذا قسمهم سبحانه الى قسمين فقال:« وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَ
كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ» فاذا حققت الآية هكذا لم تحتج الى ما تكلفه
المفسرون من التقديرات و التأويلات و سيأتي بعض ما ذكروه في هذا المقام
و اما الخبر فلعله كان ثلاث سجدات
أو سقط الرابع من النسّاخ و لعله بعد زوال الليل الى وقت الطلوع أو قبل زوال الليل
كما في النهار، و انما خص عليه السلام السجود بهذه الأوقات لانه عند هذه الأوقات
تظهر للناس انقيادها للّه لأنّها تتحول من حالة معروفة الى حالة اخرى و يظهر تغير
تام في أوضاعها، و أيضا انها أوقات معينة يترصدها الناس لصلاتهم و صيامهم و سائر
عباداتهم و معاملاتهم، و أيضا لما كان هبوطها و انحدارها و افولها من علامات امكانها
و حدوثها كما قال الخليل عليه السلام:« لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ» خص
السجود بتلك الأحوال أو بما يشرف عليها و اللّه يعلم أسرار الآيات و الاخبار و
حججه الابرار عليهم السلام.
نام کتاب : الإختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 214