و تحقيقاته معروفة عند أهل البصيرة، منها كتاب «فصوص الحكم» فى ضمن عدّة فصول؛ و كتاب «الفتوحات المكية» الّذى هو لعمره محصول، و هما معروفان عند ارباب المكاشفة و الوصول، و كتاب «مواقع النّجوم» و كتاب «مشكاة الانوار» فيما يروى عن اللّه سبحانه و تعالى من الأخبار؛ و كتاب «النصائح على ريح الشّرع المصطفوى الفائح» و كتاب «إنشاء الدّوائر» و كتاب «غفلة المستوفر» و كتاب «لطائف الأسرار» و كتاب في التّفسير كبير جدّا بحيث قد قيل إنّه بلغ تسعين مجلّدا، و كتاب لطيف فى وصاياه المنيفة إلى أهل العالم يقول فى أوّله بعد التّحلية باسم اللّه الأعظم.
و فى هذا الكتاب مواضع من الدّلالة على تسنّنه و إعوجاجه، أو تحيّره فى سبيله و منهاجه، أو وقوع تصرّف من الأبالسة فى مزاجه، مع أنّه من محررّات أواخر عمره و خواتم أمره، فمن جملة تلك المواضع قوله فى آخر الكتاب عند شروعه فى الدّعاء و إيصائه إلى التّبعة و الأصحاب بأن يداوموا عند خاتمة المجالس بدعاء يذكره هناك هذا الدّعاء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فى المنام يدعو به بعد فراغ القارئ عليه كتاب «صحيح البخارىّ» و ذلك سنة تسع و تسعين و خمسمأة بمكّة، بين باب الحرورة و أجياد، يقرأه الرّجل الصالح محمّد بن خالد الصّدفى و هو الّذى كان يقرأ علينا «الإحياء» لأبى حامد الغزالىّ رحمه اللّه، و سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فى تلك الرّؤيا عن المطلقة بالثّلاث فى لفظ واحد؛ و هو أن يقول لها أنت طالو ثلاثا؛ فقال صلى اللّه عليه و آله و سلّم هى ثلاث كما قال، لا يحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، فكنت أقول له: يا رسول اللّه فانّ قوما من أهل العلم يجعلون ذلك طلقة واحدة، فقال أولئك حكموا بما وصل إليهم و أصابوا، ففهمت من هذا تقرير