بيدائى لم أعثر إلى الآن على من هو أحفظ من محمّد بن عمر بن محمد المكتني بأبى بكر الجعابّى التّميمى الحاكم الحافظ، و هو من أجلّاء علماء الإماميّة و محدّثيهم المذكورين فى كتب رجالهم؛ و كان من كبار تلامذة أبي العبّاس بن عقدة المتقدّم ذكره فى باب الاحمدين، حيث نقل عن أبى بكر التّنوخى انّه قال ما سمعنا أحفظ من أبي بكر الجعابى، و سمعت من يقول أنّه يحفظ مأتى ألف حديث، و يحدّث فى مثلها إلّا انّه كان يفضّل الحفاظ بأنّه كان يسوق المتون بألفاظها أو اكثر الحفّاظ يسمحون بذلك، و كان يزيد عليهم بحفظ المقطوع و المرسل و الحكايات؛ و قال أبو عمر الهاشمى سمعت الجعابى يقول أحفظ أربعمأة ألف حديث، و اذاكر بستّمأة ألف حديث، و قد مات هذا الرجل ببغداد سنة أربع و أربعين و ثلاثمأة بعد وفاة صاحب التّرجمة بستّ عشرة سنة، ثمّ انّه قد تقدّم فى مقامه الإطاقة على مراتب أحوال والد صاحب التّرجمة مع جماعة آخرين مقاربين له فى العصر و الوصف و الرّسم و النّسب كما قد سبقت الإشارة إلى ترجمة الأنبار فى باب العين المهملة، فى ذيل ترجمة الشيخ كمال الدين الانبارى، و كذا ألى اشخاص المصنّفين فى ادب الكاتب و اصلاح المنطق فى غير ذلك الباب فى ترجمة. إبن قتيبة الدّينورىّ اللّغوىّ المشهور فليلاحظ.
650 البارع الحفى و السيف المستوفى محمد بن عبد اللّه الشافعى البغدادى المشتهر بابى بكر الصيرفى[1]
ذكر ابن خلّكان، انّه كان من جملة الفقهاء أخذ الفقه عن أبى العبّاس بن- سريح، و اشتهر بالحذق فى النّظّر و القياس، و علم الأصول، و له فى اصول الفقه كتاب لم يسبق إلى مثله، قال: و حكى أبو بكر القفّال فى كتابه الّذى صنّفه فى الأصول
(*) له ترجمة فى: تاريخ بغداد 5: 449، حسن المحاضرة 1: 125، ريحانة الادب 7: 41 شذرات الذهب 2: 325، طبقات الشافعية 3: 186 طبقات الشيرازى 111 العبر 2: 222.