فى كتاب «مروج الذّهب» أنّه توفّى سنة سبع و عشرين و مأتين، و كان قد كفّ بصره، و خرف فى آخر عمره، إلّا أنّه كان لا يذهب عليه شىء من الأصول، لكنّه ضعف عن مناهضة المناظرين و حجاج المخالفين، و ضعف خاطره.
أقول و مرّت الإشارة الى رؤساء المعتزلة و وجه تسميتهم بها، فى ذيل ترجمة إبراهيم النظام، و الحسن البصرى، و أبى الحسن الأشعرىّ، و غيرهم، و كذا إلى مباهتات جماعة من المعتزلة و الأشاعرة و مجالس مناظراتهم المليحة النّادرة في تضاعيف تراجم جماعة من كبراء ذينك المذهبين المبتدعين، تطيب بها النّفس و تقرّ بها العين، و أمّا حكاية حقيقة مرتبة العشق فهو من جملة الأسرار المكنونة الّتى ينشرها كلّ على حسب استعداده، و يرسمها كلّ بموجب مشربه و اعتقاده، و مرّ فى تضاعيف كتابنا هذا إنّ هذه اللّفظة موجودة أيضا فى أحاديث أهل بيت العصمة و الطّهارة عليهم- السلام، و لكن على مدلولها الحقيقىّ المنظّم فى مقامات العارفين أولى الأفهام، و العارفين عن الملاهى و الأوهام، ففى كتابنا «الكافى» باسنادها المتّصل إلى إمامنا الصّادق الصّافى عليه سلام اللّه الوافر الوافى، انّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله: أفضل النّاس من عشق العبادة فعانقها، و احبّها بقلبه، و باشرها بجسده؛ و تفرغ لها فهو لا يبالى على ما أصبح من الدّنيا أو عسر على يسر.
640 الشيخ ابو محلم محمد بن هشام بن عوف التميمى الشيبانى السعدى اللغوى[1]
أحد بنى هشام الستة عشر أو الثّمانية النّحاة المشهورين المتقدّم إلى أسمائهم
(*) له ترجمة فى: بغية الوعاة 1: 257، ريحانة الادب 8: 277، الفهرست 69، الكنى و الالقاب 1: 153، لسان الميزان 5: 414، معجم الشعراء: 370، نور القبس 211، الوافى بالوفيات 5: 166