هذا و من جملة فوائده المرضيّة بنقل صاحب «الاثنى عشريّة» من تعلّم القرآن عظمت قيمته، و من تعلّم الفقه نبل مقداره، و من كتب الحديث قويت حجّته؛ و من تعلّم الحساب جزل رأيه، و من تعلّم العربيّة رقّ طبعه، و لم يصن نفسه لم ينفعه علمه انتهى.
و عن كتاب «تفضيل فرق الشّيعة» للشّيخ أبى المعالى الجوينى انّه لمّا كانت الغلبة مع الشّافعيّ دائما في مناظراته مع محمّد بن الحسن الشّيبانى و أبى يوسف القاضى تلميذى أبى حنيفة الكوفىّ، صار ذلك سببا في سعايتهما له إلى الخليفة بانّ له داعية الخلافة و نحوها، إلى أن تغيّر عليه وجهه كثيرا، ثمّ لمّا أراد اللّه تعالى خلاف ما طلباه و انكشف كذبهما فى كلّ ما نمياه إليه انقلبت القضيّة، و صار ذلك منشأ لقرب مكانته من الخليفة و شدة غضبه عليهما، بحيث قد صدر الأمر العالى باخراجهما من المجلس الرّفيع، بأن يسحب على وجوههما فى التّراب و يجرّ بارجلهما إلى خارج الباب؛ و هما بعدما وقعا عرضة لهذه الفضيحة أخذا فى الدّعوة على الشّافعىّ، فكانا يقولان بعد ذلك اللهم امته و اهلكه، فلمّا بلغ الشّافعىّ ذلك انشأ يقول.
تمنّى رجال أن أموت و إن أمت
فتلك سبيل لست فيها باوحد
فقل للّذى يبقى خلاف الّذى مضى
تهيّا لإخرى مثلها فكأن قد
635 الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن بن ابى سارة النيلى الكوفى النحوى[1]
ابن اخر معاذ بن مسلم الهراء الصّرفى ذكره الحافظ السّيوطى في «طبقات النحاة»
(*) له ترجمة فى: بغية الوعاة 1: 82، تنقيح المقال 3: 99 الذريعة 16: 405، ريحانة الادب 2: