يأسك من رحمة اللّه أشدّ خوفا منّى عليك ممّا انت فيه؛ ثمّ قال له اعطهم الدّية قال قد فعلت فأبوا قال فاجعلها صررا، ثم انظّر مواقيت الصّلاة فالقها فى دارهم و فى إرشاد الدّيلمىّ من أعاظم محدّثينا، أيضا انّه مرّ بالزّهرى، و قد خولط، فقال ما باله فقالوا: انّ هذا لحقه من قتل النّفس، فقال و اللّه لقنوطه من رحمة اللّه أشدّ عليه من قتله.
632 العالم المعبر و الكامل المتبحر ابو بكر محمد بن سيرين البصرى[1]
كان من التّابعين الاوّلين و الفقهاء المجللّين مشهورا فى صناعة التّعبير، معروفا بالبراعة و التّحبير، و كان أبوه سيرين بالمهملة المكسورة من حرف السّين مملوكا لأنس ابن مالك الصحابى كاتبه على أربعين ألف درهم فضّى، و هو أحد الفقهاء الأجلّة من أهل أرضه و بلده. و المذكور بالورع و التّقوى فى تمام وقته، و كان أوّلا صاحب الحسن البصرىّ ثمّ هاجره فى آخر الوقت، فلمّا مات الحسن لم يشهد ابن سيرين جنازته؛ و كان الشّعبّى يقول: عليكم بذلك الرّجل الأصم، يعنى ابن سيرين، لأنّه كان فى أذنه صمم.
توفّى بعد الحسن بمأة يوم، و ذلك بالبصرة سنة عشر و مأة و ولد له ثلاثون ولدا من امرأة واحدة، تسعة عشر ابنا واحدى عشرة بنتا، و لم يبق منهم غير عبد اللّه، و لمّا مات كان عليه ثلاثون ألف درهم فقضاها ولده عبد اللّه، فما مات حتّى قوّم ماله ثلاثمأة ألف درهم.
و كان الأصمعىّ يقول الحسن البصرى سيّد سمح و إذا حدث الأصمّ بشىء فاشدد
(*) له ترجمة فى: تاريخ بغداد 5: 331، تحفة الاحباب 331، تهذيب التهذيب 9: 214، حلية الاولياء 2: 263، ريحانة الادب 7: 580، شذرات الذهب 1: 138، العبر 1: 135، الكنى و الالقاب 1: 319 مرآة الجنان 1: 232، نامه دانشوران 2: 172، الوافى بالوفيات 3: 146، وفيات الاعيان 3: 321.