responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 7  صفحه : 231

هذا و من جملة آثاره فى الموعظة قوله: ازهد النّاس من لم يتجاوز رغبته من الدنيا بلغته قلت: و أرفع من هذا الكلام كلام الإمام زين العابدين عليه السّلام، لمّا سئل عن حقيقة الزّاهد فى الدّنيا انّه من يقنع بدون قوته، و يستعدّ ليوم موته، و أحسن ما قيل فيه كما قال بعض أفاضل أهل التنبيه كلام جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام لو أنّ رجلا أخذ جميع ما فى الأرض و أراد به وجه اللّه سمى زاهدا و لو أنّ رجلا ترك جميع ما فى الارض و لم يتركه للّه تعالى يسمّ زاهدا و لا كان فى ذلك عابدا، و كانّ الى هذا ينظر قول بعض الأكابر: أزهد النّاس أكثرهم إخفاء لزهده. و روى انّ مالك بن دينار لقى راهبا ذاهبا فى عباداته تاركا لدنياه، فقال له: اوصنى، قال الرّاهب: ان استطعت أن يكون بينك و بين أهل الدّنيا حائط من حديدة فافعل، قال زدني ويحك، قال: أقل من معرفة النّاس، قال زدنى ويحك قال اقطع طمعك من المخلوقين تسكن ملكوت السّماء، و روى انه سألت بنت مالك بن دينار عنه، فقالت يا أبت انّ النّاس ينامون مالك لا تنام؟ فقال يا بنيّة إنّ اباك يخاف البيات و قالت امرأة لمالك بن دينار يا مرائى، فقال يا هذه وجدت اسمى الّذى أضلّه أهل البصرة، و روى الورّام بن ابى فراس عن زيد بن يحيى، قال كنّا عند مالك، بن دينار ففر بنا حليفة البهرانى، فسلم على مالك فقال له عظنا يا أبا عبد اللّه، فقال يا أبا يحيى انّك و اللّه إذا عرفت اللّه حقّ معرفته اغناك ذلك عن كلّ كلام و موعظة.

و حكى شيخنا البهائى قال جآء رجل إلى مالك بن دينار و إذا هو جالس، و كلب قد وضع رأسه على ركبتيه، قال فذهبت اطرده، فقال دعه يا هذا هذا لا يضرّ و لا يؤذى و هو خير من جليس السّوء، و قال صاحب «حياة الحيوان» قال بعض الحكماء كلّ إنسان مع شكله، كما انّ كلّ طير مع جنسه، و قد كان مالك بن دينار يقول لا يتفّق إثنان فى عشرة إلّا و بين أحدهما وصف من الآخر، فانّ اشكال النّاس كاجناس الطّير، و لا يتّفق نوعان منه فى الطّيران إلّا لمناسبة بينهما، فراى واحد يوما حمامة مع غراب فتعجّب من اتّفاقهما و ليسا من شكل واحد، فلمّا مشيا فاذا هما أعرجان، فقال من هيهنا اتّفقا، و كلّ انسان يأنس إلى شكله، كما انّ الطّير يألف إلى جنسه، فاذا اصطحب اثنان برهة من الزّمان و ليس بينهما مناسبة فلا بدّ ان يتفرّقا كما قال الشّاعر:

نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 7  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست