قبره إلى الآن من هذا المكان، و لا يبعد كونه أيضا من جملة المندرسات فى فتنة جنود الأفغان.
611 العالم الربانى و العارف الايمانى الاقا محمد بن المولى محمد رفيع الجيلانى المشهور بالبيدآبادى الاصفهانى[1]
كان من أعظم حكماء هذه الأواخر، و خزّان البواهر من الجواهر و الزّواهر من الضّواهر، معاصرا لسمّينا المروّج البهبهانىّ المشّتهر بالاقا محمّد باقر، ماهرا فى العقليّات، مصنّفا فى المعارف الحقّة من الإلهيّات، معلّقا على كثير من كتب المحقّقين محقّقا فى مراتب الحكمة و الكلام على طرز رزين، مدرسا بدار السّلطنة اصفهان فى زمانه، و مربيّا لجماعة من علمائها الأعيان بكدّ لسانه، رافعا الوية الزّهد و الورع فى الدّنيا إلى حيث لا يبلغه جنود الصّفة الّا على العمياء.
كان من تلامذة مولانا الفاضل المحدّث الجليل المشتهر بالميرزا محمّد تقى الألماسىّ، و هو من أحفاد سميّه المجلسى، و أسباط سمّينا العلّامة الأوّل، و يروي عنه أيضا بالإجازة كما افيد، بل إدراكه لفيض صحبة مولانا اسماعيل الخاجوئى المتقدّم ذكره الشّريف أيضا غير بعيد.
و قد تلّمذ لديه جماعة أجلّاء من علماء هذه الطّبقة و من قبلها، منهم: سيّدنا الأجلّ الأفخم الميرزا ابو القاسم الحسينى الإصفهانّى المشتهر بالمدرّس، مدرّس مدرسة الشّاه، و المولى محراب العارف، و المولى علىّ النّورىّ، و مولانا الحاجى محمد ابراهيم الكلباسىّ صاحب «الاشارات» و «المنهاج» و ذلك فى أوائل أمره و فواتح عمره
و كان رحمه اللّه وصىّ أبيه فربّاه بعد وفاته فى حجره و حثّه على إقامة حجّه
(*) له ترجمة فى: اعيان الشيعة 45: 321، تذكرة العارفين 104، تذكرة القبور 483، ريحانة الادب 1: 301، طرائق الحقائق 3: 98، مكارم الاثار 1: 66