responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 6  صفحه : 6

قال: و قال الفرزدق لقينى الحسين عليه السّلام فى منصرفى من الكوفة، فلال: ماوراك يا أبا فراس قلت: أصدّقك قال: الصّدق أريد قلت: أمّا القلوب فمعك و أمّا السّيوف فمع بنى أميّة و النّصر من عند اللّه، قال: ما اراك إلّا صدقت، النّاس عيد المال و الدّين لغو على ألسنتهم يحوطونه مادرّت به معايشهم فاذا محصّوا للابتلاء (بالبلاء) قلّ الدّيانون.

قلت: و فى رواية أخرى عنه عليه السّلام انّه قال فى ذلك الموضع أو يوم الطّف عند هجوم الأعداء عليه من جميع الجوانب بطريق حديث النّفس آه النّاس يحومون حول الحقّ ما درّ عليهم، فاذا تمحض الحقّ قلّ الدّيانون.

هذا ثمّ أنّ حديث إنشاده القصيدة الغرّاء المعروفة بين الفريقين فى مديح سيدنا المظلوم زين العابدين على بن الحسين فهو كما عن كتاب محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشى فى كتاب رجاله بهذه العبارة: حدّثنا محمّد بن مسعود، قال حدّثنا محمّد بن جعفر، قال حدّثنا ابو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدّثنا العلاء بن محمد بن زكريّا بالبصرة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن عايشه، قال، حدّثنى أبى انّ هشام بن عبد الملك حج فى خلافة عبد الملك و الوليد و طاف بالبيت، فأرادن يستلم الحجر، فلم يقدر عليه من الزّحام، فنصب له منبر، فجلس عليه ينظر إلى النّاس و أطاف به أهل الشّام، فبينا هو كذلك إذ أقبل علىّ بن الحسين عليه السّلام و عليه إزار و رداء من أحسن النّاس وجها، و اطيبهم رائحة، و بين عينية سخّادة كأنّها ركبة البعير[1] فجعل يطوف بالبيت؛ فاذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى النّاس عنه حتّى يستلمه هيبة له و اجلالا، فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشّام لهشام من هذا الّذى قدها به النّاس هذه الهيبة، و أفرجوا له عند الحجر، فقال هشام لا أعرفه لئلّا يرغب فيه أهل الشّام، فقال الفرزدق و كان حاضرا: لكنّى أعرفه فقال الشّامى: من هذا يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:

هذا الّذي تعرف البطحاء و طاته‌

و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم‌

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم‌

هذا التّقىّ النّقىّ الطّاهر العلم‌


[1] فى مجمع الرجال: ركبة عقر.

نام کتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات نویسنده : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    جلد : 6  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست