و منها سعيد بن محمد البلدى الذى هو من شيوخ المعتزلة كما فى «القاموس» و تقدّم أيضا فى ترجمة أبى علىّ الفارسى ذكر عبيد اللّه بن أحمد الفزارى الّذى كان قاضى القضاة بشيراز المحروسة فليراجع و امّا ابو بكر الخيّاط الاصفهانى النّحوى، المسمّى هو أيضا بعبيد اللّه، فلم يتحقّق إلى الآن إسم أبيه و كان من قدماء أهل العربيّة، حافظا للدّواوين، متصرّفا فى كتب النّحو تصرّفا قويا، قدّم له يوما الوزير أبو الفضل ابن العميد استاد الصّاحب بن عبّاد المتقدّم ذكره نعله، فاستسرف من ذلك، فقال أبو الفضل:
أالام على تعظيم رجل ما قرأت عليه شيئا من الطّبايع للجاحظ إلّا عرف ديوان قائله، و قرأ القصيدة من أوّلها إلى آخرها حتّى ينتهى إليه، و له تأليفان فى النّحو مبسوط و مختصر و لمّا مات رثاه النّاس كما فى «طبقات النّحاة».
477 الشيخ المتقدم الامام ابو الفتح عثمان بن جنى النحوى[1]
الموصلى المولد و المنشأ، و البغدادى المسكن و الخاتمة، كان فى طبقة سيّدينا المرتضى و الرّضى، بل من جملة مشايخ سيّدنا الرّضى رضوان اللّه عليه، و قرأ على أبى علىّ الفارسى؛ و قرأ ديوان المتنبى على صاحبه، و شرحه، و كان أبوه جنّى مملوكا